الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
بين التلوث السمعى والبصرى حياتنا فى خطر

بين التلوث السمعى والبصرى حياتنا فى خطر

التلوث بكل أنواعه يحاصرنا فى كل  مكان، يكاد أن يخنقنا ويعكر صفو حياتنا وأسوأها التلوث البصرى والسمعى، أصوات الأبواق الصارخة وأزيز الفسبات والدراجات  البخارية تخلق نوعًا من التوتر للمارة وسكان البيوت الهادئة  فضلا عن المعارك اليومية بسبب أولوية المرور.



مظاهر التلوث البصرى تظهر فى المدن وشوارعها وأحيائها وطرقها الرئيسية والفرعية، وأبرزها انعدام التناسق بين المبانى القديمة والحديثة المجاورة وسوء التنظيم العمرانى مثل اختلاف ألوان الدهان أو زجاج وألومونيوم الشبابيك وأبواب الشرفات أو الإعلانات الكبيرة على السطوح وألوانها الكثيرة والمتضاربة.. انتشار المبانى والعمران بالقرب من الأماكن الأثرية أو المقابر.وكثرة براميل النفايات فى الشوارع ومخلفاتها على الأرض، ناهيك عن رائحتها الكريهة .  وازدحام الشوارع بالباعة الجائلين والمنتشرين فى الشوارع الرئيسية والتجارية.  تفاوت ارتفاع المبانى المجاورة أو وجود مبانٍ قديمة ومهدمة بالقرب من الأبراج الشاهقة.   

  زحمة واجهات المحال التجارية واختلاف أحجامها وألوانها وأضوائها أو تحوّل مظلاتها إلى مقر للأوساخ والغبار.     

تنوع أعمدة الإنارة وعدم تناسقها أو ارتفاعها الشاهق عن الأرض.      

ترك السيارات القديمة أو المحطمة على جوانب الطرقات.     

سوء تنظيم وضع الأطباق الهوائية أو كابلات الكهرباء.     

إغلاق الشرفات عشوائياً وتحويلها إلى غرف صغيرة.   

تصاعد دخان الشركات والمعامل الملوثة.   

  إقامة المبانى فى مواجهة المناظر الطبيعية ما يؤدى إلى إعاقة التمتع بجمالها، أو ترك الطبيعة مهملة نحن نعيش عصر التلوث البيئى والسمعى والبصرى وأعلى درجة من درجاته، ومع ذلك لا نأبه للخطر الداهم بنا لدرجة أننا أصبحنا نتعايش معه وكأنه جزء لا يتجزأ من حياتنا.. الضوضاء والصخب لا يفارقنا ما بين كل لحظة وحين.. فى الشوارع والمنازل والوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية.

أما الشوارع فإنها تستحق الدراسة والاهتمام الشديدين من الدولة لوجود ظواهر غريبة تستوجب محاربتها، أو على الأقل التقليل من انتشارها وتفشيها، فمثلا ظاهرة الباعة الجائلين خاصة بائعى الروبابيكيا!.. والحمير والعربات الكارو، ومكبرات الصوت المخيفة التى أصبحت جزءا لا يمكن الاستغناء عنه لأى بائع متجول ينادى على أى سلعة، الميكروفونات تصرخ بقوة  خارقة لجدران المنازل!.. والظاهرة تفشت فى كل المدن بلا استثناء عاصمة كانت أو مدينة أو قرية، فنحن نعيش عصر الضجيج وقلة السمع التى تزداد نسبتها بين المواطنين كل يوم عن اليوم الآخر، التى تؤدى بدورها إلى الصمم المبكر.. هذا هو التلوث السمعى الذى يجب أن تضعه الدولة نصب عينيها وتكرس له هيئة خاصة من العلماء المتخصصين لإيجاد حلول مباشرة وغير مباشرة بوضع خطط تنفذ على فترات زمنية للتخلص من هذه الظواهر أو الحد منها!.. الأرصفة اختفت من الشوارع، إلا شريط من الكتل الأسمنتية، بعضها يصل علوها خمسون سنتيمترا والبعض الآخر خمسة سنتيمترات وبذلك لا تسلم الشوارع نفسها من المطبات الاصطناعية والطبيعية التى تشعر بها وأنت داخل مركبة سائرة فى أى مكان دون استثناء فى مصر بكل أحيائها، إذن أنت تؤذى بصرك، أما الأكثر أذى للبصر الشريط الأخضر الذى يتوسط الشوارع الكبيرة الذى تحول إلى شريط من الطين الأسود، عدا شجيرة هنا وهناك، ناهيك عن الأسوار الحديدية.

كل هذا ربما يكون قليلا لو قورن بألوان المبانى أو العمارات أو المنازل داخل شارع واحد على بعد النظر من الجانبين، مئات الألوان الباهتة والغامقة وغير المتناغمة مع بعضها لدرجة تجعلك تغمض عينيك لعدم قدرتك على استقبال تلك الخيوط الملونة على المرتفعات ثم المنعرجات المنخفضة دون تخطيط.

هل هذا فقط ما يسببه التلوث البصرى؟!  أم أن شدة الأضواء المبهرة التى يخترعها أصحاب المحال التجارية أشكالها وألوانها دون ضبط أو ربط.. بل دون رادع من الجهات المسئولة، ودون فائدة ترجى من ورائها غير التلوث البصرى..وفى مكان آخر ترى ضوءا باهتا تكاد ترى الأشياء بصعوبة من خلاله.. كل ذلك وفى وقت واحد.. كيف؟.. ولماذا؟.. ومن الذى يسبب كل هذه الفوضى؟!

.. هل عدم وجود رقابة أو تشريع يحد من هذه الظواهر العشوائية التى أوصلتنا إلى عصر الفوضى، عصر اللا ذوق. عصر يفعل فيه الإنسان ما يحب وما لا يحب.. ما يضر أخاه الإنسان بلا مبالاة أو تفكير فى أن ما يفعله يزعج جاره أو لا يزعجه، فهذا لا يهم.. المهم ما يعود عليه هو بالمنفعة ضاربا بالآخر وبالقوانين وبالحكومة عرض الحائط؛ أيها السادة رؤساء الأحياء والمحافظون حافظوا على أعصابنا وهدوئنا ونظرة للتلوث الذى أصاب حياتنا بموافقتكم ورضاكم.