الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
قنابل موقوتة

قنابل موقوتة

تساؤلات كثيرة صارت تفرض نفسها اليوم بخصوص المرحلة المقبلة عن الأطفال الذين ولدوا على «أرض الجهاد»، أو أرض «الخلافة» سوريا والعراق من آباء جهاديين والكثير منهم بدون جنسية.



فهؤلاء الأطفال أو ما سمتهم داعش بأطفال الخلافة ولدوا خلال سنوات الحرب على داعش فى المناطق التى سيطر عليها التنظيم فى سوريا والعراق ولا توجد إحصائيات حقيقية عن عددهم هل هم مئات أم آلاف.

ففى تقرير تحت عنوان أطفال الدولة الإسلامية نشرته فى مارس مؤسسة «كيليام» وهى معهد للأبحاث حول الإسلاميين والتطرف الإسلامى فى مقرها لندن أكدت أن 31 ألف امرأة حملت فى الأراضى التى كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية فى الفترة من أغسطس 2015 حتى فبراير 2016.

وقد أنجب هؤلاء أطفالا استطاع التنظيم الإرهابى غسل أدمغتهم هم وغيرهم من الأطفال الذين جاءوا مع أسرهم من خارج سوريا والعراق، بالإضافة إلى الأطفال الذين تم خطفهم وتجنيدهم داخل التنظيم وتم استخدامهم جواسيس أو انتحاريين أو ذئاب منفردة.

والتنظيم  الإرهابى كان يتحكم فى النظام التربوى فى كل المناطق التى سيطر عليها ليقوم بتكوين جيل يضمن له الخلافة على المستوى العسكرى والإيديولوجى، وأفاد التقرير أن التنظيم الإرهابى يعتبر أن الأطفال بمثابة صفحات بيضاء يمكن طباعة الإيديولوجية الإسلامية المتطرفة عليها منذ الصغر ومع انهيار تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابى أصبح مصير الأطفال الذين غرر بهم نحو طريق الجهاد مجهولًا وخطرًا على العالم أجمع خاصة أن أغلب هؤلاء الأطفال بلا جنسية فلا يعرف أحد أية بيانات حقيقية عن أغلبهم.

وبحسب أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية هؤلاء الأطفال معرضون للتربية على قيم التطرف ومن المرجح بشكل كبير أن يتحولوا أسلحة تستخدم فى تنفيذ عمليات إرهابية فى حالة عودتهم إلى بلادهم الأصلية ولهذا الغرض أطلقت الحكومة الفرنسية مشروعًا تشرف عليه عدة وزارات من ضمنها وزارة الأسرة والطفولة ووزارة الداخلية ووزارة التعليم لإعادة إدماجهم فى المجتمع الفرنسى.

وقد استطاعت فى الفترة الأخيرة فرنسا أن تتسلم ما يقرب من 20 طفلًا من أطفال داعش منهم 7 أطفال يتامى والآخرون وافقت أمهاتهم الانفصال عنهم وتسليمهم للسلطات الفرنسية والتى تقوم الآن بعمليات تأهيل لهم لإعادة إدماجهم فى المجتمع الفرنسى، وحسنًا فعلت فرنسا وتحاول الآن ألمانيا السير فى نفس الاتجاه، وكذلك هولندا وإيطاليا وإسبانيا، لكن الأصعب من كل هذا ماذا ستفعل الدول العربية وخاصة دول الشمال الإفريقى مثل تونس والجزائر والمغرب والتى تشير التقارير إلى أن أكثر من ألفى طفل من أطفال داعش ينتمون إلى هذه الدول وأن هؤلاء الأطفال يحملون الفكر الإرهابى وعن عودتهم إلى بلادهم سيصبحون قنابل موقوتة قد تنفجر فى أى وقت وفى أى لحظة خاصة أن التنظيم كان يخطط للمستقبل جيدًا بعد أن استولى على سوريا والعراق كان همه الأول تجنيد الأطفال وإنشاء مدارس خاصة بهم استطاع من خلالها تدريس فكرة الإرهابى لهؤلاء الأطفال بل استطاع تدريبهم من الصفر على صناعة المتفجرات وعلى العمليات الانتحارية حتى يستطيع أن يستخدمهم كذئاب منفردة فى أى وقت وفى أى مكان.

على الحكومات العربية أن تتخذ التدابير جيدًا حول هؤلاء الأطفال العائدين من العراق وسوريا خاصة أن هناك المئات منهم فى السجون سيتم تسليمهم وإعادتهم إلى بلادهم عاجلًا أو آجلًا، وحتى تستطيع أن تمنع الخطر قبل وقوعه.