الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إبراهيم محمد على باشا

إبراهيم محمد على باشا

إبراهيم باشا بن محمد على باشا بن إبراهيم آغا (1789 - 10 نوفمبر 1848)، الابن الأكبر لوالى مصر محمد على باشا. تعلم إبراهيم فى مصر، وعاش فى وسط عربى بحت، وقرأ تاريخ العرب وثقافتهم، مع ما تلقنه من مبادئ العلوم والفنون، يقول معاصره البارون دوبوا لوكومت إنه كان يجاهر بإحياء القومية العربية ويعد نفسه عربياً، وسئل كيف يطعن فى الأتراك وهو منهم فأجاب: «أنا لست تركياً فإنى جئت إلى مصر صبياً، ومن ذلك الحين مصرتنى شمسها وغيرت من دمى وجعلته دماً عربياً». وكتب إلى أبيه فى أثناء حصار عكا حين بلغه أن السلطان حشد الجيوش لدفع الجيش المصرى عن أسوارها (ومهما بحثوا فلا يمكنهم أن يعثروا على مثل جنود العرب الذين أقودهم أنا)



قيل عنه: ذا هيبة ويقظة دائمة، حاد المزاج، سريع الغضب، طيب القلب، عادلا فى أحكامه، ويعرف الفارسية والعربية والتركية، وله إطلاع واسع فى تاريخ البلاد الشرقية.. 

. لم يكن إبراهيم قد أتم السابعة عشرة من عمره حينما عينه والده على قلعة القاهرة،. ثم أرسله سنة 1806 رهينة لقاء الخراج الذى وعد الدولة العلية به وتوكيداً لإخلاصه، فرده الباب العالى بعد سنة نظير خدمات أبيه وإعراباً عن نجاح محمد على فى هزيمة حملة الجنرال فريزر الإنكليزية على مصر عام1807’ ثم مفتشا عاماً للحسابات سنة 1807، ثم حاكماً على الصعيد سنة 1809 حيث طرد فلول المماليك وأخضع البدو وأعاد الأمن والنظام إلى البلاد، وأسهم فى تطبيق سياسة أبيه الاقتصادية الرامية إلى زيادة الموارد المالية لمصر وتنفيذ إصلاحاته وتقوية نفوذه، كما أدخل إلى مصر بعض الزراعات النافعة التى رأى أنه يمكن نجاحها فى مصر وعنى بتطوير الثروة الحيوانية، وأنشأ صحيفة أسبوعية تشتمل على أخبار الزراعة والتجارة. 

كان عضد أبيه القوى وساعده الأشد فى جميع مشروعاته، كان باسلاً مقداماً فى الحرب، لا يتهيب الموت، وقائداً محنكاً لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب، ويعدّ من أحسن قادة الجيوش فى القرن التاسع ,قاد حملة عسكرية ضخمة على وسط الجزيرة العربية والسودان. ثم عين قائدًا للجيش ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على الدولة العثمانية، فانتزع معاقلهم وأخمد ثورتهم التى ظلت من 1825م ولغاية 1828م، ولكن نزول الجنود الفرنسيين بالمورة أجبره على الجلاء عن اليونان. واكتسب الجيش المصرى خلال تلك الحرب خبرات ميدانية.. وضم محمد على جزيرة كريت (مكافأة من السلطان). وحين طمع محمد على فى ممتلكات السلطنة العثمانية بالشام أرسله مع جيش قوى ففتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس حتى وصل إلى «كوتاهيه» وذلك بعامى 1832م و1833م، وحينما تجدد القتال عام 1839م بين المصريين والأتراك انتصر وهزمهم هزيمة ساحقة فى معركة نسيب الفاصلة والتى وقعت فى يونيو 1839م وغنم أسلحة كثيرة من العثمانيين، ولكن الدول الأوروبية حرمته من فتوحه وأجبرته على الجلاء عن جميع الجهات التى كان قد فتحها..

 وفى مطلع عام 1847 تألف المجلس الخصوصى برئاسته للنظر فى شئون الحكومة الكبرى، وسن اللوائح والقوانين وإصدار التعليمات لجميع مصالح الحكومة ’ ثم تولى حكم مصر بفرمان من الباب العالى فى مارس 1848 نظراً لمرض والده.،  وكان يؤكد على حق المواطنة الكاملة لكل المصريين وحس الاقباط فى مصر انهم جزء من مصر وإن مصر بلدهم ايضا وان  يتحدوا مع المصريين المسلمين لبناء مصر الحديثه, وكان من نتايج هذه  السياسه اللى اتبعها هو وابوه محمد على إن تكون مجلس شورى النواب المصرى سنة 1866 من مسلمين و مسيحيين بالانتخابات. ’

لم يستمر ابراهيم باشا  فى حكم البلاد أكثر من سبعة أشهر ونصف وتوفى وهو لم يتجاوز الستين من عمره فى نوفمبر 1848.