الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
عباس باشا حلمى الأول

عباس باشا حلمى الأول

حاكم مصر بين عامى 1848 – 1854 ،وهو ثالث حكام الأسرة العلوية لمصر، وهو ابن أحمد طوسون باشا بن محمد على باشا. كان أكبر أفراد الأسرة العلوية سنًا وبالتالى أحقهم بولاية الحكم بعد عمه إبراهيم باشا فى عهد جده محمد على باشا. يختلف عهده عن عصر محمد على بأن حركة النهضة والتقدم والنشاط التى امتاز بها هذا العصر قد تراجعت فى عهده.  قبل توليه الحكم عهد إليه بالمناصب الإدارية والحربية’ فتقلد من المناصب الإدارية منصب مدير الغربية، ثم منصب الكتخدائية التى كانت بمنزلة رئاسة الناظر. ولم يكن فى إدارته مثلًا للحاكم البار بل كان له من التصرفات ما ينم عن القسوة، ومن الجهة الحربية اشترك مع عمه إبراهيم باشا فى الحرب بالشام، وقاد فيها إحدى الفيالق، ولكنه لم يتميز فيها بعمل يدل على البطولة أو الكفاءة الممتازة كان فى جدة عندما توفى عمه إبراهيم باشا، فاستدعى إلى مصر ليخلفه فى حكم مصر تنفيذًا لنظام التوارث الذى يجعل ولاية الحكم للأرشد فالأرشد من نسل محمد علي، وتولى الحكم فى 24 نوفمبر سنة.  



1848تولى الحكم لمدة خمس سنوات ونصف، وكان يبدو خلالها غريب الأطوار فى حياته، يميل إلى القسوة، سيئ الظن بالناس، ولهذا كان كثيراً ما يأوى إلى العزلة، فبنى قصرًا بصحراء الريدانية التى تحولت إلى العباسية أحد أشهر أحياء القاهرة والتى سميت من ذلك الحين باسمه، وكانت فى ذلك الوقت فى جوف الصحراء، كما بنى قصرًا آخر نائيًا فى الدار البيضاء الواقعة بالجبل على طريق السويس ولا تزال آثاره باقية إلى اليوم. كما بنى قصرًا فى بنها على ضفاف النيل بعيدا عن المدينة، وهو القصر الذى قتل فيه.

وقد أساء الظن بأفراد أسرته وبكثير من رجالات محمد على باشا وإبراهيم باشا وخيل له الوهم أنهم يتآمرون عليه فأساء معاملتهم وخشى الكثير منهم على حياتهم فرحل بعضهم إلى الأستانة والبعض إلى أوروبا خوفًا من بطشه. وكان من يغضب عليه ينفيه إلى السودان ويصادر أملاكه. وقد سعى إلى أن يغير نظام وراثة العرش ليجعل ابنه إبراهيم إلهامى باشا خليفته فى الحكم بدلًا من عمه محمد سعيد باشا واستعان بذلك بالقنصل الإنجليزى ولكنه لم يفلح فى مسعاه ونقم على عمه سعيد الذى كان بحكم سنه وليًا للعهد واتهمه بالتآمر عليه، واشتدت بينهم العداوة حتى اضطره أن يلزم الإسكندرية وأقام هناك بسراى القبارى.

وكان مولعًا بركوب الخيل والهجن، ويقطع بها المسافات البعيدة فى الصحراء. ويذكر له انه احد حكام مدينة المحلة ومديرية الغربية وترك كثيرا من العلامات فى مدينة المحلة ومنها مبنى المديرية قصر الاقامة (بنك مصر) ترميم عدد من المساجد والقباب نقل عاصمة الغربية من المحلة إلى طنطا .في‏ ‏عهد‏ ‏عباس‏ ‏باشا‏ ‏الأول‏ ‏تم‏ ‏توقيع اتفاق‏ ‏مع‏ ‏الحكومة‏ ‏الإنجليزية‏ ‏لإنشاء‏ ‏خط‏ ‏للسكك‏ ‏الحديدية‏ ‏بين‏ ‏القاهرة‏ ‏والإسكندرية‏ ‏وخط‏ ‏آخر‏ ‏بين‏ القاهرة‏ ‏والسويس. ، ومد الخطوط التلغرافية وبناء مسجد السيدة زينب بالقاهرة. 

كان مصرعه اغتيالاً وأغلب المراجع التاريخية تشير بأصابع الاتهام إلى أن عملية قتله كانت على يد اثنين من عبيده من الذين أساء معاملتهم فتآمروا عليه واتفقوا على قتله فى قصره فى بنها. وقد خلفه عمه سعيد باشا الذى كان أصغر سناً منه.