الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مدينة القدس. عربية أبدية

مدينة القدس. عربية أبدية

تشهد مدينة القدس وبالأخص المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين وواحد من أهم المقدسات الإسلامية تشهد عدوانًا متكررًا من الكيان الصهيونى منذ احتلال المدينة المقدسة عام 1967م وإلى اليوم من حرق المسجد الاقصى إلى تغيير الملامح الإسلامية للمدينة, ومن يدرس تاريخ هذه المنطقة دراسة مكثفة وعميقة يجد أن مدينة القدس منذ تأسيسها إلى تاريخ احتلالها عام 1967 هى مدينة عربية خالصة أنشأتها القبائل العربية الكنعانية التى هاجرت من شمال الجزيرة العربية إلى أرض فلسطين نحو 3000 عام ق .م واستوطنوا هناك، فهم أول من سكن ارض فلسطين واول من بنى حضارة عليها، وكان الكنعانيون شعبا مسالما اشتهروا بالزراعة وبرعوا فى التعدين وصناعة الخزف والزجاج والثياب وفى فن العمارة وهم جميعهم عرب. يقول المؤرخ  (فيليب حتى) إنه لم يعتنى شعب من نسل سيدنا (سام) بالغناء والموسيقى كما عنى به الكنعانيون. واليبوسيون هم الذين انشأوا مدينة القدس عام  2500ق. م وهم احد بطون القبائل الكنعانية التى هاجرت إلى فلسطين وقد سميت المدينة باسم مدينة (يبوس) والذى ورد اسمها فى التاريخ المصرى القديم باسم (يابيث) أو يابيثى )). وفى عهد الملك اليبوسى الذى يعرف باسم (ملكى صادق) والذى حكم اليبوسيين خلال جزء من القرن العشريين ق. م  تغير اسم المدينة إلى (اورسالم) أى مدينة السلام. وهكذا نجد أن مدينة القدس قد بناها اليبوسيون الكنعانيون وسكنوها مدة طويلة قبل مجيء العبرانيين بل أن المصادر العبرية نفسها تعترف بأن ابراهيم الخليل عليه  السلام حينما وصل إلى أرض كنعان (فلسطين) مهاجرا من موطنه مدينة (اور) بجنوب نهر الفرات وبصحبة زوجته سارة وابن أخيه سيدنا لوط وهى بداية وجود العبرانيين بأرض كنعان كان يدفع ضريبة العشر إلى ملك القدس (ملكى صادق) حوالى عام 1920 ق.م.كما ورد اسم اورسالم فيما يسمى بنصوص اللعنة وهى تتضمن أسماء البلدان والمدن والحكام اللذين كانو فى حالة صراع مع فراعنة مصر ويرجع تاريخ هذة النصوص إلى عصر حكم الملك الفرعونى سيزوستريس الثالث (1842 – 1878 ق م)، كما ذكر اسم (اورسالم ) بعد هذا التاريخ بحوالى خمسمائة عام فى ما يعرف بألواح تل العمارنه، وهى عبارة عن ستة رسائل أرسلها حاكم اورسالم (عبدى هيبا) إلى فرعون مصر إخناتون فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد يطلب منة العون العسكرى للدفاع عن مدينة أورسالم وذلك فى فترة تبعية أرض كنعان إلى مصر فى ذلك الوقت، بل أن التوراة نفسها تعترف بأن القدس غير عبرية حيث ورد إسم القدس فى التوراة أحيانآ بإسم مدينة اليبوسيين فى حوالى عام 1650 ق.م شهدت مدينة القدس هجرة سيدنا يعقوب وعائلته (بنى إسرائيل) إلى مصر بعد أن دعاهم سيدنا يوسف عليه السلام والذى شاءت الاقدار أن يستقر فى مصر ويصل إلى السلطة وكان ذلك فى زمن حكم الهكسوس لمصر واستقر بنو إسرائيل فى شرق الدلتا (أرض جاسان) كما ذكرت  التوراة  فترة تصل نحو 350 عامًا وخرجوا من مصر بقيادة سيدنا موسى عليه السلام.



بعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام  قاد نبى الله يشوع بن نون عليه السلام بنى إسرائيل ودخل بهم مدينة أريحا بأرض كنعان, ثم جاء سيدنا داوود عليه السلام الذى سيطر على أجزاء من ارض كنعان واختار مدينة اورسالم عاصمة لملكه واطلق عليها اسم (اورشليم). عام 1000 ق م بعد أن ظلت اكثر من ألف عام فى أيدى اليبوسين (الكنعانيين).

استمر حكم سيدنا داود 40 عاما ثم تولى من بعده ابنه سليمان لمدة 33 عاما والذى بنى أثناء حكمة معبدا لحفظ التابوت  سماة هيكل سليمان والذى كان حجمة يقل كثيرا جدا على حجم أى معبد أو قصر فرعونى بسيط, هذا ما ذكره الكاتب اليهودى الأمريكى لويس بروان فى كتابه المسمى حياة اليهود ووصف الهيكل بأنه بناء صغير طوله مائة قدم (32 مترا) وعرضه ثلاثون قدما (11 مترا).

وانتهت سلطة اليهود بعد ذلك على مدينة القدس نهائيا بيد (ملك اشور- سرجون الثانى) عام 722 ق.م (وملك بابل - نبوخذنصر)عام 586 ق.م ثم جاء الغزو الفارسى ثم الغزو الإغريقى ثم الرومانى وانتهى وجود اليهود نهائيا بمدينة اورشليم بواسطة القائد الرومانى.