الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
درس سمير غانم!

درس سمير غانم!

طوال ستين عامًا لم يعرف الفنان الكبير سمير غانم وظيفة أو مهمة إلا إضحاك الناس وإدخال البهجة والفرح والمتعة الفنية على نفوسهم وقلوبهم المتعبة من أشياء كثيرة!



الكل أحب فن «سمير غانم» بتلقائيته بل وحتى ارتجاله المحبب على خشبة المسرح، كان يمثل من القلب وهدفه الوحيد هو إسعاد مشاهديه سواء على خشبة المسرح أو السينما أو مسلسلاته التليفزيونية وفوازيره الشهيرة حتى مئات البرامج الحوارية التى ظهر فيها فعل نفس الشىء!!

ومن رحلته مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح مع جورج سيدهم والضيف أحمد وحتى الآن لم يتخل «سمورة» عن هدفه الثابت، وهو اضحاك وإسعاد كل مشاهديه من كل الفئات والأعمار.

وما أكثر الحملات التى تعرض لها سمير غانم واتهامه بأنه يقدم فى فنه الضحك للضحك.. ولم يهتم سمورة بأى هجوم أو انتقاد لا معنى له وكان يكتفى أحيانًا بالقول: الضحك ليس جريمة حتى أعاقب عليها!!

لم ينشغل الفنان الكبير سمير غانم بأسئلة من نوعية: أين أنا من نجوم الكوميديا الكبار؟! أو ماذا سيقول عنى التاريخ والنقاد إلخ..

كان الفن وحده هو قضية سمير غانم وكان الضحك والكوميديا أسلحته فى مشواره الطويل..

لقد دخل سمير غانم كل بيت عربى ونال محبته بدون استثناء من جميع طبقات وطوائف هذا البلد، ومما يثير الدهشة أنه فى بعض البلاد العربية التى تمزقها الحروب والنزاعات، سوف تجد مسرحيات وأفلام سمير غانم عى هذه القنوات والمحطات!

تبارت كل الفضائيات العربية حتى تلك الأجنبية الناطقة بالعربية تحدثت طويلا عن مشواره وفنه وتحدث المئات من الفنانين والنقاد فى الحديث عنه بكل التقدير والاحترام.

لقد روى الأستاذ منير حافظ الرجل الثانى فى مكتب معلومات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذى كان الرجل الأول فيه هو السيد سامى شرف روى لى قائلاً: فى أثناء عقد قران شقيق عبدالناصر -الرائد طيار حسين عبدالناصر من ابنة المشير عبدالحكيم عامر «أمال» فقد أقيم حفل ساهر بنادى الضباط بالزمالك شارك فيه عدد كبير من الفنانين والفنانات، كما شارك فيه أيضا فرقة ثلاثى أضواء المسرح - الضيف أحمد وجورج سيدهم وسمير غانم - وقدموا اسكتشا فكاهيا ظريفا بعنوان «أبناؤنا فى الخارج» وعلى ما أذكر كان سمير غانم يتقمص شخصة مذيعة، وكانت الأم - لعب دورها الضيف أحمد - تطمئن على ابنها المبعوث المغترب - وهو جورج سيدهم - فتقول له إنها أرسلت له حلة محشى!! فيقول لها: ما وصلتنيش  يا أمى!! فترد عليه قائلة: لازم أكلوها فى الجمارك؟!

وكانت النكتة أبلغ من أى تقرير قد يصل لعبدالناصر عما يحدث فى الجمارك!

فى هذه اللحظة كان عبدالناصر يضحك ملء قلبه وهو يدق الأرض بقدميه متحرراً من كل القيود التى تحيطه وحوله ضيوفه من الوزراء وكبار المسئولين!!

انتهت القصة ورحم الله سمير غانم ومن قبله الضيف أحمد وجورج سيدهم، رحلوا لكن بقيت حالة البهجة التى صنعوها وأبدعوها لنا.