الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التابعى بقلم رجاء النقاش!

التابعى بقلم رجاء النقاش!

ثلاثة على صفحات روزاليوسف، أما الثلاثة فهم الأستاذ الكبير «عباس محمود العقاد» ود.محمود عزمي» والأستاذ الكبير «محمد التابعى».



هؤلاء الثلاثة تناولهم بقلمه الرشيق والرصين الناقد الكبير الأستاذ «رجاء النقاش» فى مقال ممتع نشره على صفحات مجلة روزاليوسف فى أحد أعياد ميلادها.

إن أهمية مقال الأستاذ رجاء النقاش أنه يحلل بعمق ويشرح بفهم ويكتب برصانة وعمق عن التحولات فى حياة الثلاثة وقت ظهورهم والأحوال السياسية والفكرية والثقافية التى حددت مواقفهم بعد ذلك.

فى هذا المقال سنقرأ معًا ما كتبه رجاء النقاش عن الأستاذ الكبير «محمد التابعى» فيقول:  أما العملاق الثالث الذى خرج من دار روزاليوسف من الجيل الأول فهو «محمد التابعى»، لقد دخل السياسة من باب الفن، فلم يكن يهمه تأييد موقف أو اتجاه وإنما الذى كان يهمه هو أن «يعرف» ويكشف ويتأمل!

إنه يدرس شخصيات ومواقف إنسانية وهذا هو همه الأول والأخير.. ليس مهمًا فى نظره أن يكون فى اليمين أو فى اليسار، أن يكون مع الشعب أو بعيدًا عنه المهم أن يرضى غريزة الفنان فيه!

لقد ظهر له أخيرًا كتاب مهم هو «من أسرار الساسة والسياسة قبل الثورة»، وعندما تقرأ هذا الكتاب تحس أنك أمام كاتب يرسم الحوادث والأشخاص بريشة فنان موهوب، ولكنك لا تحس أبدًا أنه رجل من رجال السياسة، ليس له موقف، بل كان كما يكشف كتابه صديقًا لعدد من رجال السياسة الكبار الذين لم يكونوا يفكرون بالشعب... لأنه لم يكن يهتم إلا بالشخصية الفردية وما وراؤها من أسرار!

ولذلك فقد كان كتابه رواية تكشف من طبائع النفوس أكثر مما تكشف من حقائق السياسة، لقد كان يهتم بالناس والرحلات والتجارب وكان يهتم بالعواطف والصراع النفسى وكيف تسير الحياة الخاصة للناس، وهذا كله يصدر عن مزاج فنان لا مزاج رجل سياسة!

كان التابعى أول رئيس لتحرير روزاليوسف الأسبوعية وكان ناقدًا فنيًا فى أول الأمر، وكانت روزاليوسف فى أول صدورها مجلة فنية كذلك.. وقد حاولت السيدة  فاطمة اليوسف أن تقنع التابعى بالكتابة فى السياسة فكان يمانع ويقول إنه ليس كاتبًا سياسيًا ولا يحب الكتابة السياسية، ولكن السيدة فاطمة وفقت بعد ذلك إلى إقناعه وهى صاحبة الفضل الأكبر فى إدخاله إلى عالم السياسة.

وأسلوب التابعى أسلوب متميز وقد خلق هذا الأسلوب مدرسة كبيرة ومعظم أبناء الجيل الجديد من الصحفيين قد تأثروا بهذا الأسلوب.

إنه أسلوب جميل جذاب ولكن بعض الذين يقلدون التابعى من الذين ليست لديهم أصالته لا يفرقون بين الرقة والميوعة وبين الوضوح والتفاهة، على أننا إذا أردنا أن نحكم على التابعى حكمًا أخيرًا لم نجد إلا كلمة: يا خسارة!

لقد كان باستطاعة هذا الرجل الموهوب أن يقدم أكثر مما قدم بالفعل! على أننا مع ذلك إذا رجعنا إلى الماضى وجدنا الأشياء الجميلة التى صنعها لا تزال مضيئة إلى اليوم.. لا يزال بريق الأستاذ والمعلم يبهر العين!

وما زال القلم الذى لم يعمل شيئًا غير الكتابة منذ خمس وثلاثين سنة قويًا كأنه قلم شاب.

وحسب التابعى أن نذكر له هذا كله حتى نكبره ونحترمه وروزاليوسف التى شارك فى مرحلتها الأولى مشاركة إيجابية!

وللحكاية بقية!