الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خطورة الإرهاب على الإنسانية

خطورة الإرهاب على الإنسانية

لم يعد خطورة التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش فقط على تنفيذ عملياته الإرهابية بل طالت خطورته وخطورة ما قاموا به على الأطفال العاديين الذين لا ينتمون لأى فصيل دينى أو سياسى بعد أن ملأت أسماعهم جرائم تلك التنظيمات خاصة بعد مشاهدتهم خطوات تنفيذ تلك الجرائم عبر الفيديوهات التى نشرتها التنظيمات الإرهابية بعد ارتكاب جرائمها مع اختلاف طرق القتل والإعدام، فلم يكن أمام بعض الأطفال فى اليمن ممن لا ينتمون لأى تيار دينى بعد مشاهدة فيديو حرق داعش للطيار الأردنى معاذ الكساسبة سوى اتباع الخطوات المذكورة فى الفيديو وتنفيذها فى إطار من اللعب واللهو لكنها كادت أن تتحول إلى كارثة مدوية أسفرت عن إصابة طفل بحروق فى قدمه اليمنى.



ففى إحدي المدن اليمنية حاول عدد من الأطفال الصغار الذين لا تتعدى أعمارهم 12 عامًا ولا ينتمون لأى فصيل سياسى أو تيار دينى بل هم من عامة القوم تقليد مقاطع فيديو حرق معاذ الكساسبة، كما ذكر موقع «يمن سكاى» بعد أن قاموا بإحضار قفص من الخشب يشبه القفص الذى تم حرق الكساسبة فيه وقام أحد الأطفال بالدخول فى القفص على سبيل اللهو وقام آخر بسكب مادة بترولية على قدمه اليمنى وقام طفل آخر بمحاولة تقليد أمير الجماعة فى داعش ولثم وجهه وقام بإشعال النار تمامًا كما فى الفيديو، لكن لسوء الحظ اشتعلت النيران فى لحظة وتحولت اللعبة إلى واقع بعد أن بدأ الطفل فى الصراخ وهرع الأهالى لإنقاذ الطفل حيث تم نقله إلى أحد المستشفيات لعلاجه من حروق خطيرة فى قدمه اليمنى، وقد شاءت الأقدار أن يتدخل الأهالى فى اللحظة الحاسمة وأطفأوا النيران قبل أن تلتهم الطفل ويتحول إلى ضحية أخرى من ضحايا التقليد الأعمى لجرائم داعش.

ويبدو أن تأثير داعش بات كبيرًا حين فكر الأطفال الصغار بعد أن أضحوا يقلدون جرائمه النكراء ولو على سبيل المزاح واللهو فقد حاول أطفال فى مصر تقليد مقطع فيديو لداعش أثناء تنفيذه عملية ذبح 21 مصريًا فى ليبيا رغم أن طريقتهم كانت للتنبيه من خطورة داعش وأنهم ليسوا من البشر إلا أن التقليد له تأثير كبير فى المستقبل على عقول الأطفال.

وفى دراسة للمركز الأوروبى العربى لمكافحة الإرهاب أكدت أن ممارسات الجماعات الإرهابية وخاصة داعش لها انعكاسات على المجتمع كاملًا وعلى تربية الأطفال نتيجة وجود مثل هذه الفيديوهات التى تغرس ثقافة التوحش والإرهاب وأن عددا من حالات انعكاس أفعال داعش على الأطفال وما قام به أطفال سوريا من تقليد للأشرطة المصورة التى بثتها التنظيمات الإرهابية تسبب فى إصابة عدد منهم بأعمال عنف من أقرانهم وأصدقائهم، وأن كثرة مشاهدة هؤلاء الأطفال لمثل هذه الفيديوهات سوف يخلق لديهم سلوك متوحش فى المستقبل ويجب حجب تلك المشاهد عن الأطفال بقدر الإمكان.

لذلك نرى أن تنظيم داعش وإخوانه من التنظيمات الإرهابية رغم تراجعها وانحصارها إلا أن تأثيرها على مستقبل البشرية سوف يظل لسنوات طويلة عالقا فى الأذهان خاصة فى أذهان الأطفال الصغار الذين يشاهدون تلك الجرائم ليل نهار سواء عن طريق تليفوناتهم المحمولة أو عن طريق أجهزة الكمبيوتر.

لذلك علينا أن ننبه لخطورة الأمر ويجب أن نأخذ الحيطة والحذر من خلال التنبيه على الصغار بعدم مشاهدة تلك الجرائم بقدر المستطاع والتنبيه عليهم بأن هذه التنظيمات الإرهابية لا تنتمى فى الأصل للإنسانية أو للمجتمع الذى نعيش فيه.