الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هروب سناء البيسى  من لقاء تليفزيونى!

هروب سناء البيسى من لقاء تليفزيونى!

لا أذكر أبدًا أننى رأيت على شاشة التليفزيون أى مقابلة أو حوار مع سيدة الكتابة الراقية «سناء البيسى»، وبقدر ما تزدحم البرامج باستضافة كل من هب ودب ليفنى ويحلل ويهرتل، لم أجد أبدًا الأستاذة سناء البيسى على أى شاشة تليفزيونية!.



أخيرًا عرفت سبب عزوفها عن تلك اللقاءات والحوارات التليفزيونية، والسبب كشفته بنفسها فى مقال طريف عنوانه «إيه ده يا محمول» أحد فصول كتابها الممتع والمهم «أموت وأفهم».

بدأت الحكاية بتليفون تلقته الأستاذة «سناء» من صاحبة صوت أنثوى هامس تصورت أنها معدة أحد البرامج تدعوها لحوار تليفزيونى وهنا بدأت سناء تقول لها:

يا بنتى قبل ما تقوليلى أى حاجة أنا أقولك كل حاجة ومن الآخر، أنا يا حبيبية ماما وقرة عين بابا للأمانة وإحقاقًا للحق وآخر ما وصلت له غير مجهزة من الأصل لا نفسيا ولا حياتياً ولا تنظيمًا ولا استعداديًا ولا مظهريًا ولا تجميلياً ولا بيتيًا ولا خارجيًا للظهور على أى شاشة، إذا كنت يا »توتو» معدة برامج أو مخرجة أو فى ال تي.تى أو الـ سى.سى. أو البى بى أو الكوكو. وأيضًا اعتذارى ليس لا سمح الله لأن هناك تكالب إعلامي على شخصى المتواضع أو أننى قد اشتهرت فجأة فأصبح يشار نحوى بالبنان، أو أننى فجأة قد دهنت عسلاً، أو أن هناك من يرى فيما سوف أظهر به أو فيه ما قد يضيف لما هو موجود من الأصل، الأمر وما فيه وتبعًا لتحليلاتى مع روحى وبين أضلعى أن تكثيف عملية استدعائى اليومين دول للظهور - ما أنا كنت موجودة طول عمرى ومفيش صريخ ابن يومين قال لى سلام عليكم!! ما هى سوى الرغبة لدى العناصر الجديدة للتجديد لما هو فى حكم المطروح والسائد والبارك واللاصق والمقرر من الوجوه!!

أى أننى بظهورى سأغدو مثل الكعكة فى يد اليتيم، بمعنى أننى سأكون تلك «العجبة» وتلك اللفظة مشتقة من «عجبى» التى لابد وأن يستهل بها المشاهد مشاهدتى بعبارة «هى دى بقى اللي»، واللى هذه بالذات ما أتوجس منه، فذلها يضنينى وفحواها يجننى ومعناها يخسف بى فى سابع أرض!

ومضت الأستاذة «سناء البيسى» تقول للمتصلة! وعلى فكرة يا ست الناس مهما حاولتى تستقطبينى أو تجرجرينى بذوقك وإنسانيتك للموافقة، فالنهاية ليست فى صالح برنامجك وأضرب لك مثلاً لن أنساه أو تنساه المذيعة التى أوقعها سوء حظها مسبقًا معى بعدما أقنعتنى للظهور، وعتدت لى طريق الغشية بانتقالها بطاقم التصوير والكاميرات لمكتبى حتى تبدد غربة الاستديو ولطعة الانتظار وزجر رجال أمن المدخل وسردين الأسانسيرات ومتاهة الممرات وآلاطة المذيعات وإصفرار كبايات الضيافة التى تشر صوانيها بالماء القراح فى عملية زيادة غسيل إذا ما زاد معدل الاحتفاء بك!

وما إن جلست فى مقعدى راضية أن أكون ضيفة فى برنامج إذا ما حاولت فيه فتح فمى شروعًا فى النطق فستقاطعنى المذيعة العالمة بكل شىء حتى بما أعلم وأعمل، وقد أشرع فى تفسير شىء فيشرح المذيع المصاحب لها فى الدويتو أجدر منى، وقد أذهب بالحديث لناحية درستها وأفهم فيها فيأخذ له منى معًا عنوة لناحية أخرى مدونة مسبقًا فى النص أمامهما!

قال لى السيد المخرج بص بقى للكاميرات عندى أثناء حديثك هنا عند اللمبة الحمراء الصغيرة، تقول واحد.. اثنين.. وقبل ما يقول ثلاثة رفعت يدى مثل التلميذة أطلب الذهاب إلى الحمام.. وإذا أنا فى بيت الراحة أمام المرآة قلت لنفسى: إيه يا بت اللى عملتيه فى روحك.. انت أقسمت بالطلاق على التليفزيون وقلت كفاية امتحانات، ويمكن تقولى حاجة عفو الخاطر تمسح لك تاريخك كله، ويمكن يكون الناس فاكرينك شكل تطلعى عليهم شكل تانى.. أعمل إيه؟

وحياتك يا بنتى فتحت باب الحمام وعلى باب الأسانسير دوغرى.. أيوه نزلت روحت بيتنا وتركت الجماعة فى مكتبي!

أما المفاجأة التى لم تخطر على بال الأستاذة «سناء» فهى أن البنت المتصلة كانت موظفة بشركة المحمول!!

وتلك حكاية أخرى!