الخميس 2 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هنا القاهرة

هنا القاهرة

يقينا.. لم تكن الدوافع الانسانية فقط هى التى دفعت الرئيس السيسى للتحرك السريع لحقن الدماء الفلسطينية فى غزة، بعد أن عاش أهلها يوميات قصف حربى عنيف أوقع شهداء ومصابين ومزق وسائل الإعاشة والحياة اليومية وفجر البنية الأساسية، ولم تكن أيضًا فقط لوقف إطلاق نار وتثبيته والتوصل لتفاهمات تضمن للفلسطينيين فى غزة أمن الحياة، وكلاهما أهداف استراتيجية مصرية بامتياز.



 وانما ايضا ارادة الرئيس السيسى فى كسر حالة الجمود التى اصابت القضية الفلسطينية واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، مستخدما رصيده الدولى من الثقة والقدرة على الانجاز، وشهدت القاهرة قبل أشهر اجتماع للفصائل الفلسطينية للمصالحة وإجراء انتخابات فلسطينية كخطوة تليها خطوات فى استعادة المشهد الفلسطينى للاهتمام الدولى، فقدم الرئيس السيسى كل الدعم للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية، رسالته للفلسطينيين فى غزة ورام الله وفى العالم كله «كل الدعم والمساندة بالفعل قبل القول».

وبتوجيه من الرئيس السيسى ووفد أمنى رفيع المستوى برئاسة اللواء عباس كامل يتأصل الدور المؤثر لجهاز المخابرات العامة المصرية ومصداقيته الموثقة من كل الاطراف، فى خطوات تبنى على خطوات ونقاط توضع فوق حروف لخدمة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فتثبيت وقف اطلاق النار ليس هدفا فى حد ذاته، ويضع اللواء عباس كامل  كل الملفات على الطاولة فى تل ابيب ورام الله وغزة امام اسرائيل والسلطة وحماس والفصائل، ككل لا يتجزء، ويتوصل الى تفاهمات واتفاقات وخطط مرحلية على الأرض بداية بتثبيت الهدنة وحتى إعادة الإعمار مرورا بتبادل الأسرى بين الجانبين، انتهاء بالمصالحة الفلسطينية.

وهى ملفات لو تعلمون شائكة ملتهبة وصقور المخابرات المصرية يملكون أدق تفاصيلها ولهم فيها تحركات مكوكية لا تكل ولا تمل وقدرات رفيعة المستوى، وما تم التوصل اليه فى غزة فى الاول من أمس لهو نتاج عمل شاق طويل وجهد يفوق الوصف ودقة لا متناهية فى الحسابات من رجال المخابرات، لتنعم غزة بأمانها وتسترد حياتها اليومية ويكسر الجمود فى القضية الفلسطينية ويستعيد الشعب الفلسطينى الزخم وهو يطالب بحقوقه المشروعة، ويتأكد لمصر دورها المحورى وتأثيرها التاريخى فى المنطقة والإقليم والعالم.