
محمد عبد النور
3 يوليو.. مصر والسيسى
عندما انتهى الرئيس السيسى وزير الدفاع وقتئذ من إلقاء بيان 3 يوليو 2013 لم يكن قد طوى فقط صفحة سوداء بامتياز فى تاريخ مصر والمصريين، ولكن فتح صفحة ذهبية فى تاريخ كفاح المصريين من أجل الوجود والبقاء، فإعادة تشكيل الحياة السياسية والتنفيذية على أسس وطنية قد بدأ برئيس جمهورية مكلف ولجنة صياغة دستور وحكومة وطنية تضم كفاءات متعددة واستحقاقات انتخابات رئاسية وبرلمانية قادمة خلال عام.
وهذا التحدى فى تقديرى ربما كان التحدى الأسهل رغم مشقته واحتياجه لأدوات سياسية وتنفيذية متناغمة التفكير والتوجه، أما التحدى الأكبر والأصعب والمصيرى فى نفس الوقت هو ضمان السلامة المصرية أرضًا وشعبًا من خطر داخلى استخدمت فيه جماعة الإخوان الإرهابية وبميليشياتها المسلحة كل وسائل العنف والتدمير فحرقوا الكنائس واعتدوا على المسالمين فى بر مصر وزرعوا بؤرًا إرهابية فى اعتصامات وهاجموا مؤسسات الدولة، حولوا سيناء إلى بقعة من نار تحصد أرواح الشهداء.
وخطر خارجى من دول وأجهزة رأت مخططاتها تفشل ومؤامراتها تكشف ورهانها يخسر فى تقسيم مصر وطمس هوية شعبها ودفعها لاقتتال داخلى بميليشيات الجماعة الإرهابية تدخل في نفق مظلم بلا نهاية، ولم تقرأ هذه المخططات الشريرة الرسالة الشعبية المصرية، ولم تفهم طبيعة جيشها الوطنى الشريف المنيع الذى قرر أن يتلقى الرصاص فى صدره بديلًا عن المصريين وأقسم أن يفشل كل مخطط أراد، فجابه الخطر فى كل الاتجاهات وضمن سلامة المصريين أرضًا وشعبًا.
ليس أمننا وأماننا فقط وإنما مجابهات أخرى لضمان تفاصيل الحياة اليومية للمصريين، فمصر فى سنة مظلمة قد تم إرهاقها تمامًا وتقلصت احتياطياتها النقدية إلى حد الخطر وشهدت أزمات فى الطاقة كهرباء ووقود وتوقفت الآلاف من المصانع وارتفعت معدلات البطالة وأصبح توفير الاحتياجات اليومية للمصريين همًا يوميًا عظيمًا، فخاض الرئيس السيسى والجيش المصرى هذه المجابهة باستخدام كل إمكانيات ومهارات وأدوات ووسائل القوات المسلحة المصرية فى إعادة التوازن لتفاصيل الحياة اليومية للمصريين وتجنيبهم هذه الأزمات.
ويأتى الاستحقاق الرئاسى فى انتخابات رئاسية يفوز بها الرئيس السيسى الأيقونة المصرية لتبدأ صفحات كفاح من نوع آخر وهو البناء والإعمار فى الأرض والحياة الكريمة لكل المصريين. ونكمل غدًا