واحة الإبداع
لكِ السَّلَام حَتَّى نَلْتَقِى

الأعمال للفنان: منجاى لى
يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:
خاطرة
لكِ السَّلَام حَتَّى نَلْتَقِى
كتبتها- علا صبرى مرعى - دمياط
كَيْفَ تنْجِب النِّسَاء أمّهَاتِهِنَّ؟
وَكَيْفَ تَغْزِل الشَّمْس قلوبـَهنَّ أَلـْمَاسًا؟
إِنَّـهَا أمِّى، قَلْبهَا أَلـْمَاسٌ، وَغَزَلَتِ الطَّبِيعَة أمًّا لَـنْ تنْجِبَهَا الْأَرْض مَرَّةً ثَانِيَةً
عَفْوًا نِسَاءَ الْعَالَـمِ
فَقَدْ كَانَتْ كَالْمحَارِبِ
الَّذِى يـَجوب الْأَرْضَ بـَحْثًا عَنْ سَعَادَةٍ أخْرَى تـَمْنَحهَا لَنَا
وَكَانَتْ تـَخِيط لَنَا الْأَمَانـِيَّ أمْنِيَّةً بَعْدَ أمْنِيَّةٍ
اِبْتِسَامَتهَا هِيَ تِرْيَاق كلِّ سَقَمٍ أَصابَ الرّوحَ مِنْ دونـِهَا
وَحضْنهَا الدَّافـِئ وَطَن السَّكِينَةِ
حَتَّى صَوْتـهَا كَانَ أَمْنًا وَأَمَانًا
زَفِير أَنْفَاسِهَا رَوَائِحٌ مِنْ نورٍ
جَنَّة اللهِ فِى الْأَرْضِ لِأَبْنَائِهَا.
أمِّى، يَا نورًا كَانَ يَسْطَع فِى حَيَاتِنَا حبًّا
وَدِفْئًا وَاطْمِئْنَانًا
يَا صَبْرًا عَاشَ بِآمَالِنَا الْبَعِيدَةِ عَنْكِ،
كَيْفَ أَصِفكِ يَا أمِّى وَأَنْتِ فَوْقَ كلِّ ذِى صِفَةٍ ؟
حَبِيبَتـِى، كنْتِ نِعْمَةً... وَكَمْ مِنْ نِعَمٍ لَـمْ ندْرِكْ لَـهَا التَّسْبِيحَ!
سبْحَانَه جَلَّ وَعَلَا حِينَ صَوَّرَكِ أمًّا فَكنْتِ نِعْمَ الْأمّ وَنِعْمَ الْمَرْأَة الْـمكَافِحَة الصَّبورَة
وَنِعْمَ الْـمحَارِب الَّذِى جَابَ الْأَرْضَ شَرْقًا وَغَرْبًا عَلَى عَهْدِهِ وَوَفَائِهِ مـحَافِظًا
يَا قَلْبًا يَحْمِل رَحِمًا كلَّمَا عَبَثْنَا فِى الْـحَيَاةِ يعِيدنَا جَنِينًا طَهورًا..
يَا نورًا لِلشَّمْسِ يَخْجَل مِنْه الظَّلَام
يَا دعَاءً أَصَابَ الْقَلْبَ بِالسّرورِ مِنْ بَعْدِ الْكروبِ
ضَنِىَ الْفؤَاد مِنَ النَّحِيبِ لِرَجَاءِ طَيْفِكِ
يَزور حلْمِى كلَّمَا اشْتَقْت إِلَيْكِ
يَا قبْلَةَ الْقَلْبِ حَيْث تَرْقدِى،
لَكِ السَّلَام حَتَّى نَلْتَقِى.