الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تلميذ مدرسة «روزاليوسف»!

تلميذ مدرسة «روزاليوسف»!

«تلاميذ روزاليوسف فى طريق المجد» هكذا وصفت السيدة روزاليوسف بدايات الشبان الناشئين الذين جاءوا إلى «روزاليوسف» المجلة يحلمون بمستقبل لامع فى عالم الصحافة، وتكمل بدايات هؤلاء بقولها:



ومن الشباب الذين عرفوا طريقهم إلى المجلة فى ذلك الوقت أيضًا الأستاذ «جلال الدين الحمامصى» وكان بدوره صديقًا لمصطفى أمين وطالبا بالجامعة وكان يحرر باب الرياضة وأشتهر فى المجلة بتأنقه البالغ فى ثيابه ومظهره وعبوسه المستمر وبتحمسه الشديد للوفد أكثر من حماسة الآخرين! وأذكر أنه حين نجح فى أحد الامتحانات أرسل برقية بذلك إلى مصطفى النحاس وأشاع أصدقاؤه أنه أرسل إليه يقول إنه نجح فى الامتحان على مبادئ الوفد! وظلت هذه النكتة تلازمه زمنا طويلا!

وظهر فى أفق المجلة فى هذا الوقت نفسه شابان صديقان أحدهما بدين مرح، والثانى نحيل جاد هما: «كامل الشناوى» و«يوسف حلمى» وقد اشتهر عن كامل أنه «أكول» من الدرجة الأولى، فكنت إذا دعوته إلى الغداء فى منزلى غيرت كل المقادير المعتادة من الطعام خصوصا صنف الأرز لكى تسد حاجته، ثم هو لا يعفينى من اللوم على قلة الطعام مؤكدًا أنهم فى بيتهم إذا أرادوا أن يأكلوا دجاجًا أو أرزًا أو حماما قدموا لكل فرد من أفراد العائلة دجاجة أو أوزة أو زوجى حمام وعدد أفراد العائلة 12 فردًا.

وكامل الشناوى ذكى ولكنه كان معروفا بالكسل وكان مدللا فى أسرته لا تدفعه إلى العمل حاجة، وأذكر أنى طقت يوما بكسله فجعلته يعطى ابنتى الصغيرة - آمال - دروسا فى اللغة العربية، ولعل هذا يكون أول عمل لكامل الشناوى فى الصحافة.

وكان هناك أيضا طالب الطب الذى يكتب المواويل وهو الدكتور «سعيد عبده» وكان يكتب فى كل عدد مقالا وموالا يأخذ عليهما جنيها واحدا.

ثم «كريم ثابت» بعد أن أغلقت مجلته التى كان يصدرها باسم «العالم» أبوابها ولم يكن التفاهم سائدا بينى وبين كريم بالذات لسبب لا أعرفه، ولم تتوثق لذلك بينى وبينه صداقة، كان يأتى ليعطى أخباره للتابعى ثم يمضى بالرغم من أن «روزاليوسف» أطلقت عليه اسم «ابن المقطم البكر» - جريدة منحازة للإنجليز - فإذا تبادلنا الحديث فكلمات بسيطة أو قفشات عابرة أوجهها إليه!

وقد سألته مرة - وكان محمد محمود باشا رئيسا للوزارة - أنت مع مين بالضبط؟ فضحك وقال: مع الكل!

وكان كريم ثابت يأخذ حوالى ثمانية جنيهات فى الشهر!

وقد مرت بعد ذلك سنوات طويلة ثم اتصلت بكريم ثابت لآخرة مرة وكان قد أصبح مستشارا صحفيا للملك السابق، وقد أمر فاروق فصودرت «روزاليوسف» صبيحة يوم العيد واتصلت به تليفونيا لأقول له: «بدلا من أن تقولوا لنا كل عام وأنتم بخير تصادرون المجلة؟! ثم ثرت عليه وعلى فاروق ثورة عنيفة قابلها كريم بإنكار معرفته أى شىء عن المصادرة بتأكيده أن رأيه لم يؤخذ فيها!».

وحدث أن أقمت حفلة بمناسبة عيد ميلاد المجلة دعوت إليها كل زعماء المعارضة، وفى اليوم التالى جاء الأستاذ «كريم ثابت» يقول إنه جاء حاملا تحية الملك وتهنئته للمجلة بهذه المناسبة بشرط ألا تنشر هذه التحية!

واستبدت بى ثورة هائلة واتصلت بأحمد حسنين - رئيس الديوان الملكى - فى التليفون وقلت له: هل صحيح أنك كلفت «كريم ثابت» بأن يقول لى كذا وكذا؟! فاعترف محاولا أن يخفف المسألة ولما تمسكت بأن أعرف السبب قال:

لأن مجلتك لونها فاقع فى مهاجمة الإنجليز وأنت عارفة الظروف!

وزادت ثورتى وقلت له: قل لمولاك أننى فى غنى عن هذه التحية وأننى أرفضها منشورة وغير منشورة!

وأبلغت نفس الرد للأستاذ كريم ثابت!!

وللحكاية بقية