
أ.د. رضا عوض
الخديو عباس حلمى الثانى (1) (يوليو 1874 - ديسمبر 1944)
خديو مصر من 8 يناير 1892 إلى عزله فى 19 ديسمبر 1914، وهو سابع من حكم مصر من أسرة محمد على، وآخر خديو لمصر والسودان، وهو ابن الخديو توفيق بن إسماعيل باشا وأكبر أولاد الخديو توفيق. ولد فى (14 يوليو 1874)، والتحق فى يناير 1881 بالمدرسة العلية التى كان أبوه قد أنشأها فى عابدين، ثم بسويسرا، ثم بالنمسا لدراسة العلوم السياسية والعسكرية، ولدى بلوغه الثامنة عشرة مُنح رتبة الباشوية لكونه ولى عهد البلاد، وفى يوم الجمعة 18 يناير 1892 تولى عباس حلمى باشا خديوية مصر رسميًا، حاول عباس حلمى الثانى أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطانى، فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر بدلًا من أن يكون خديويا. وفرضوا على مصر الحماية رسميًا. بدأ عباس حلمى الثانى حكمه كحاكم وطنى يناهض وجود مصر تحت الاحتلال البريطانى وقرر ألا يتبع سياسة أبيه واتبع سياسة التحدى للاستعمار البريطانى، وتحدى المندوب السامى البريطانى لورد كرومر فأدى ذلك إلى زيادة شعبيته، وفى عهده طلب الإنجليز من مصر إعادة فتح السودان بأموال مصرية ورجال من مصر، ومع هذا استولى الإنجليز عليها مما زاد من كراهية المصريين للإنجليز خاصة مع ظهور مصطفى كامل ومقالته فى جريدة اللواء ووضع حجر أساس خزان أسوان وبدأ العمل فيه. وفى عهده تم ترسيم الحدود الشرقية لمصر.
وأنشأ البنك الأهلى المصرى ومنح حق اصدار النقد المصرى وافتتح كوبرى إمبابة وكوبرى عباس. وقام بإصلاح الأزهر وتنصيب شيخ جديد وإرسال كسوة الكعبة.وصدر العفو من الخديو عباس حلمى عن أحمد عرابى ورفاقه وعودتهم من المنفى .فى عام 1906 وقعت حادثة فى دنشواى، وعقدت محاكمة للأهالى برئاسة بطرس غالى وصدرت ضدهم أحكام قاسية، وسافر مصطفى كامل لإنجلترا وشرح المأساة حتى نجح فى خلق رأى عام ضد سياسة لورد كرومر فى مصر، واستجابت الحكومة البريطانية ومجلس النواب، وهاجم الأديب الأيرلندى جورج برنارد شو الاحتلال، فأعفى لورد كرومر من منصبه فى 12 نوفمبر 1907 وفى يناير 1908 أعلن العفو عن 9 من المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة فى حادثة دنشواى. وصدرت فى عهده صحف «اللواء والعلم والشعب والأهالى والجريدة» وافتتح نادى المدارس العليا تجمعا للطلاب الوطنيين. فى 1908 عين بطرس غالى باشا رئيسًا لوزراء مصر وفى 20 فبراير 1910 أطلق إبراهيم نصيف الوردانى النار على بطرس غالى باشا وهو يغادر البرلمان بعد تقديم اقتراحه تمديد الامتياز لشركة قناة السويس العالمية لمدة 99 سنة اضافية، فأرداه قتيلا.