
محمود عبد الكريم
المستفزون
هم أشخاص موجودون فى حياتنا شئنا أم أبينا ولا يمكن بشكلٍ من الأشكال أن نعزل أنفسنا عن الأشخاص المستفزين، خاصّةً أن الشخص المستفز قد يكون زميلًا فى العمل نراه كل يوم، أو ربما كان قريبًا من الدرجة الأولى، زوجًا أو زوجة... لذلك من الأجدى أن نعمل على تطوير قدرتنا على التعامل مع المستفزين والتحكّم بانفعالنا وعواطفنا عند التعامل مع الشخص المستفز.
وسمّيت الشخصية المستَفِزَّة بهذا الاسم لأن التصرفات والسلوكيات التى تقوم بها تستفز مشاعرنا السلبية وقد يحرك بداخلنا الأحباط والاكتئاب والكراهية ويدفعنا للتصرف بطريقة لا نريدها ولا تعبّر عن شخصيتنا الحقيقية.
والحقيقة أن الأشخاص المستفزين أمر واقع فى حياتنا ولا يمكن تجاهلهم والتخلص منهم أمر مستحيل!
فإن قمت بحظر الأشخاص المستفزين على مواقع التواصل الاجتماعى سيظهرون لك فى العمل، وإن رسمت حدودًا حازمة وصارمة للمستفزين فى مكان العمل، سيظهرون لك بين الأقارب والعائلة... عموما وجود أشخاص مستفزين فى حياتك أمر طبيعى يجب أن تتقبله.
وقبل التفكير حتى فى كيفية إيقاف الشخص المستفز يجب أن تفكر فى كيفية تعاملك مع الموقف وحماية نفسك من الآثار النفسية السلبية للاستفزاز المستمر، اجعل هدفك أن تتجنب الاستفزاز وأن تحافظ على هدوئك وتتحكم فى الغضب والانفعال.
لا تدخل مع المستفز فى جدال لأى سبب ولا تحاول تصحيح مساره أو تعليمه، فالدخول بجدال مع شخص مستفز يعنى تحريضه على المزيد من الاستفزاز والتمسك بالرأى أو التصرف المزعج، وكذلك محاولة تصحيح أفكار أو تصرفات الشخص المستفز قد تجعله أكثر استفزازًا وإزعاجًا. وتجاهل المستفز ليس ضعفًا ولا انهزامًا، بل هو طريقة دبلوماسية لتجنب الصدام مع الأشخاص المزعجين، فى كثير من الأحيان علينا تجاهل ما يقوله الشخص المستفز، وتجاهل وجوده بالكامل، وتجنب إظهار الانزعاج أو الغضب أو حتى الاهتمام وأفضل شىء أن تلغى .متابعته على مواقع التواصل الاجتماعى: إذا كانت مشكلتك مع الأشخاص المستفزين على مواقع التواصل الاجتماعى فلديك خيارات كثيرة، منها إلغاء المتابعة والحفاظ عليهم فى قائمة الأصدقاء، إلى أن تصل للخيار الأخير وهو الحظر.
القاعدة الذهبية للرد على شخص يستفزك ألّا تُظهر غضبك أو استفزازك، وأن تكون باردًا جدًا فى الردِّ، ذلك لن يخفف من حدة الموقف بالمجمل فحسب، بل سيعزّز قدرتك على التفكير وانتقاء الكلمات المناسبة للموقف، وسيحميك أيضًا من لوم الذات أو الشعور بالذنب لاحقًا.
كما يجب أن يكون ردّك مباشرًا وقصيرًا وواضحًا، لأن المستفز لن يرتدع بالتلميحات أو النقاشات المطوّلة،
ومن السهل معرفة الشخص المستفز فهو يتكلم بطريقة فجة وغير لائقة، ولا يحترم أى قواعد اجتماعية فى الحديث أو التصرف، ما قد يجعلك محرجاً لتواجدكما معًا، أو منزعجًا من طريقة تعامله معك أو مع الآخرين. يدّعى المعرفة بكل شىء ولا يوفر فرصة ليبرهن معرفته العميقة فى كل قضايا الحياة، حتى يتجنب الناس أن يتحدثوا أمامه بأى شىء قد يفتح أمامه فرصة للكلام.
يطلق أحكامًا سريعة وعامّة، ويتعامل مع كل شىء بناءً على أحكام مسبقة يعتقد أنها صحيحة وغير قابلة للنقاش.
يحاول تحليل شخصيتك حتى إن لم تكونا على معرفة عميقة، ولا يكتفى بتحليل شخصيتك بينه وبين نفسه، بل يخبرك عن رأيه الغريب بصفاتك الشخصية ويخبر الآخرين عن نتائج تحليل الشخصية. ولا يحترم الحدود، ويتعامل معك وكأنه «من أهل البيت»، يطرح أسئلة شديدة الخصوصية، ويصمم على طرحها حتى وإن رفضت الإجابة. وهو ثرثار ولا يستطيع السيطرة على تدفق الكلام، عندما يتحدث عن نفسه أو عن موقف حدث معه يذكر أدق التفاصيل مع تحليله الشخصى، ما يجعل زمن السرد أطول من زمن الحدث نفسه! وغالبًا ما تكون المقاطعة أكثر تصرفاته استفزازًا.