السبت 27 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السيسى فى بغداد

السيسى فى بغداد

بكل المقاييس والحسابات زيارة الرئيس السيسى لبغداد فى هذا التوقيت الدقيق الذى يمر بالعالم العربى والمنطقة والإقليم.. هى زيارة تاريخية.. حظت بفرحة شعبية مصرية عند رؤية الرئيس السيسى ينزل سلم الطائرة فى مطار بغداد فى أول زيارة رئاسية مصرية لبغداد منذ ما يزيد على ثلاثين عاما تغيرت فيها كل المعطيات والمقدمات والنتائج وسط تعقيد شديد للمشهد العراقى العام الذى لا يزال يصارع من أجل الحفاظ على وحدة الدولة وضمان مواردها وسلامة النسيج الاجتماعى لشعبها.



وللمصريين مشاعر خاصة للشعب العراقى وروابط غير محدودة بأهل العراق امتدت لعقود طويلة من السنوات مضت وصلت الى حد المشاركة.. من أواصر النسب الى لقمة العيش وويلات الحرب العراقية الإيرانية عاشها المصريين والعراقيين تحت سماء واحدة.. وكانت قلوب المصريين تدمى ولا زالت لما وصل به الحال بالشعب العراقى وأرضه ودولته.. وتصارع دول على ثرواته ومقدراته.. ومن ثم فإن وجود الرئيس السيسى فى بغداد له فى الوجدان الشعبى المصرى الاثر الخاص. 

وصحيح أن مصر لم تغب يوما عن القيام بمسئولياتها التاريخية فى تقديم الدعم بجميع أشكاله للعراق وشعبه بشكل أو بآخر وتحت ظرف أو آخر.. إلا أن هذه الزيارة التاريخية بالأمس للرئيس السيسى إلى بغداد وانعقاد مؤتمر قمة ثلاثية مصرية عراقية أردنية.. تعلن عن تحرك مصرى واسع فى محيطه الطبيعى تجاه العواصم العربية المفصلية الكبرى فى منظومة النظام الإقليمى العربى على جميع مستوياته وبغداد أهمها.. وبما يطرح أوجها من التعاون غير التقليدى يحقق المصالح العليا للشعوب فى مصر والعراق والأردن وسط هذا الزلزال المصيرى الواقع فى المنطقة وتوابعه على الأمن القومى العربى سياسيا واقتصاديا وعربيا.

والرئيس السيسى صاحب رؤية فى أسبابه ومصر أصبحت صانعة قرار فى مجرياته؛ وللرئيس السيسى خطة عمل تتعاطى مع توابعه ترتكز على التنمية والتنمية المستدامة وأن هناك من آفاق للتعاون المشترك بين الأشقاء الثلاثة ما يجعل من تحقيق جودة الحياة لشعوبها حقيقة على الأرض؛ مع الموقف الثابت من الحفاظ على وحدة الأراضى العراقية وضمان سلامتها وفاعلية مؤسساتها؛ وهو أشد ما تحتاجه العراق اليوم وسط أطماع التكالب الخارجى والداخلى عليها وعلى أمنها وعلى مقدراتها.

الرئيس السيسى فى بغداد يضع نقاطا فوق حروف مصالح شعوب عربية تتطلع إلى حياة كريمة.