
رشاد كامل
روزاليوسف تشجع الكرة النسائية!
لم تكن السياسة وأحوالها هى فقط ما يشغل بال روزاليوسف - السيدة والمجلة - بل أفسحت صفحاتها لما أطلقت عليه النهضة النسائية، وكان ذلك بعد عام واحد فقط من صدور مجلة «روزاليوسف».
وربما كان أحد الصعوبات التى وقعت فى وجه السيدة روزاليوسف إنها امرأة وسيدة وحسب قولها: لم يكن من حق المرأة أن تدخل ميدان الحياة العامة، لم يكن المجتمع يعترف بها إلا جارية وكان اقتحام ميدان الصحافة بالذات أمرًا صعبا جديدًا على الرجال فما بالك بالنساء».
ولا تنسى روزاليوسف هذه الواقعة قبل صدور المجلة قائلة: لن أنسى ما حييت ما جرى لى مع الدكتور حسن شاهين طبيب الحنجرة فقد عرضت عليه الاشتراك فى مجلتى فنظر إلىّ مستنكرًا وهو يقول:
كيف أسمح بدخول مجلة مسرحية إلى منزلى، إنما أدفع الاشتراك واكتفى بذلك!!
وهنا ثارت كبريائى وأجبت بلهجة قاسية: إن هذه المجلة سوف تجبرك على احترامها فى يوم من الأيام وسوف تسعى أنت لخطب ودها!! ثم انصرفت غاضبة ورفضت أن أتناول منه مليمًا»!!
وفى أحد أعياد ميلاد المجلة كتب الأستاذ والشاعر الكبير «كامل الشناوى» مقالًا مهمًا وممتعًا عن السيدة فاطمة اليوسف عنوانه «السيدة الرجل» حكى فيه ذكرياته مع جريدة «روزاليوسف اليومية».. و..و
وفى نهاية المقال علقت السيدة روزاليوسف بعدة سطور قالت فيها: «إن صديقى كامل الشناوى» يقول إنى «رجل» لا يا كامل لست رجلًا ولا أحب أن أكونه.. إنى سيدة فخور بأنى سيدة وعيب صحافتنا هو كثرة رجالها وقلة سيداتها، وقد غفرت لك ويوم أرضى عنك وعن جهادك سأقول أنك سيدة!!
هكذا كانت «روزاليوسف» فخورة بأنها سيدة ومن هنا كانت حفاوة المجلة بتشجيع النهضة النسائية حتى لو كان ذلك فى مجال كرة القدم، فقد كتبت تقول:
فى البلد نهضة نسائية مما يبشر بقرب تحقيق مساواة المرأة بالرجل فى كل شىء، وآخر ما سمعناه عن هذه النهضة أن للنساء الآن ناديا للعب التنس وقد قام أخيرا مكاتب «صحفى» رياضى يلوم حضرات عضوات النادى المذكور على إهمالهن دعوة المكاتبين الرياضيين لحضور حفلات التنس التى يقيمنها «يا خى جتك لهو على عينك»، ولو استمرت هذه النهضة النسائية سائرة بسرعتها الحالية فسوف لا تمضى أعوام قليلة إلا وترى المرأة المصرية نازلة إلى ميدان لعب الكرة وشد الحبل وحلبة الملاكمة والمصارعة، وأن نقرأ أن السيدة «أنيسة الرشيدى» من وزن الريشة وأن السيدتين روزاليوسف ومنيرة ثابت ستتلاكمان للحصول على بطولة الوزن الثقيل!!
ونقرأ لجهينة الأهرام أن منتخب جاردن سيتى سوف يتبارى فى لعب الكرة مع منتخب عمارة البابلى وجنينة مميش للحصول على كأس الرياضية المعروفة هدى هانم شعراوى!!
وأن لجنة اتحاد كرة القدم للسيدات قد حتمت على اللاعبات النزول إلى ميدان اللعب بمقصان من «الكريب ده شين» وأحذية لا يزيد ارتفاع كعبها على 7 سنتيمترات وأنها قررت تحريم العض وشد الشعر!! و«القرص» فى منطقة الجزاء!!
ونقرأ كذلك أن الآنسة «سيزا نبراوى» سخسخت أثناء اللعب من شدة حرارة الشمس وأن الحكم كانت السيدة «نبوية موسى».
واختتمت المقال بعبارة: واللى يعيش يشوف العجب!
بقى أن تعرف أن المقال منشور عام 1926!!
وللحكاية بقية!