الأحد 27 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بهاء طاهر ناقدًا تليفزيونيًا!

بهاء طاهر ناقدًا تليفزيونيًا!

لن أحدثك عن روعة وجمال وعبقرية روايات الأديب الكبير «بهاء طاهر»، لكنى سأحدثك عن جانب آخر ربما لا يعرفه الكثيرون عن بهاء طاهر وإسهاماته الإذاعية خاصة عند نشأة البرنامج الثقافى عام1957 وكان من مؤسسيه معدًا ومذيعًا ومخرجًا أيضا.



وكتب الأستاذ بهاء طاهر سلسلة من ذكرياته الإذاعية نشرتها له مجلة صباح الخير أثناء رئاسة تحرير الأستاذ لويس جريس بجانب روايته «شرق النخيل».

وشاءت الصدفة أن أعثر على مقال نادر وطريف له عنوانه «الحديدى وأخطاء المذيعات» منشور أواخر عام 1976 فى مجلة «روزاليوسف» ورغم مرور 45 سنة كاملة على نشره فكأنه مكتوب هذه الأيام.

كتب الأستاذ «بهاء طاهر» يقول:

أستاذنا الإذاعى الكبير «عبدالحميد الحديدى» غاضب ومندهش، فمنذ بضعة أسابيع تطوعت إحدى المذيعات على مسئوليتها الخاصة بمنح الجنسية المصرية «لأبى العلاء المعرى»، وكتبت الصحف فى حينها كثيرا عن تحول «المعرى» إلى «المصرى» ولكن دون أن تتزعزع ثقة المذيعة أو التليفزيون!

وعندما كتب الأستاذ الحديدى فى مجلة الإذاعة مبديا دهشته لأنه لم يسمع عن عقوبة وقعت على المذيعة وفى آخر عدد قرأته من المجلة أبدى المذيع المخضرم استنكاره أيضا لأن مذيعة أخرى قالت عن «أفروديت» إنها «أڤروديت» بالفاء المثلثة، وتساءل كيف حصلت هذه المذيعة على شهادة جامعية من الأصل وهى لا تعرف اسم ربة الجمال!!

ويعلق الأستاذ «بهاء طاهر» قائلا:

وليغفر لى الأستاذ «الحديدى» عندما أقول له إننى أقف إلى جانب التليفزيون فى هذه المسألة!! فلو قد شاء أن يطبق العقوبات على مذيعات لمثل هذه الأخطاء لما بقيت منهن غير «.....» كم فيما يظن؟!

وأرجو أيضا أن يتمالك أستاذى وقرائى الأعزاء أعصابهم - أو أن يندهشوا دهشة إبداعية - عندما أحكى لهم ما سمعته عن أخطاء المذيعات، قال لى بعض العارفين إن المذيعات يسعدن كثيرًا بالسقطات التى تغضب الجمهور والنقاد.. لماذا؟!

لأنه حين تخطئ إحداهن خطأ فادحًا ومستفزًا فالغالب أن تنشر الصحف صورتها وتتحدث كثيرًا عنها بما يدخلها فى دائرة الضوء والاهتمام العام، وهى آمنة ومطمئنة إلى أن التليفزيون لن يمسها ولا برقيق العتاب، أليس هذا مفجعًا وبالأخص لأنه صحيح»!

وتحت عنوان «كم تساوى المذيعة» يكتب قائلا: لقد كان من حظى أن شاهدت على شاشة التليفزيون فى أمريكا المذيعة «باربارا والترز» التى قرأنا مؤخرا أن إحدى المحطات اشترتها بمبلغ مليون دولار ولم أندهش كثيرا للرقم لأننى رأيت كيف تقدم هذه المذيعة فترة إخبارية فى الصباح لمدة ساعة كاملة بحيث يخيل إليك أنها تستطيع أن تستمر إلى ما لا نهاية دون أن تنتابك لحظة ملل، فهى تقدم لك الأخبار وكأنها تتبادل معك معلومات تهمك شخصيًا دون تجهم الوقار المفتعل أو ابتسامات البشاشة المفتعلة... و... و

وهى أيضا موسوعة من المعلومات وفى النهاية تبدو لك الفترة الإخبارية التى يسارع الكثيرون عندنا إلى تغيير القناة حين يحل أوانها.. عرضًا دراميًا حيًا وجذابًا بفضل هذه المذيعة الموهوبة». مقال بديع يا أستاذ «بهاء» شكرًا لك.