الجمعة 26 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 3 يوليو.. عندما فتح السيسى صفحة مجيدة

3 يوليو.. عندما فتح السيسى صفحة مجيدة

سيظل بيان 3 يوليو2013 فى التاريخ المصرى بيانًا فارقًا فى لحظة مفصلية من عمر المصريين؛ فإذا كان بيان الضباط الأحرار فى 23 يوليو1952 أعلن ثورة على حكم ملكى واحتلال بريطانى وفساد حياة سياسية ضمن أهداف ستة احتضنها الشعب المصرى كطموحات ظل يكافح لسنوات من أجل تحققها؛ فإن بيان 3 يوليو كان احتضانًا من جيش وطنى شريف لمطالب شعبية فى ثورة هادرة عمت كل شبر من أرض مصر حشدت أكثر من 35 مليون مصرى من كل الأعمار والطبقات الفكرية والمستويات الاجتماعية.



ملايين من المصريين رفضوا نظام حكم فاشى سعى بكل ما يملك من طاقة وأدوات وميليشيات مسلحة إلى طمس الهوية المصرية المعتدلة إلى هوية أشباه؛ وتغيير طبيعة وطن متسامح إلى دولة تطرف؛ والتصنيف بين المصريين وبعضهم بين مصرى عضو جماعة الإخوان ومصرى غير عضو؛ وبين مصرى مسلم ومصرى آخر؛ مستعدا لتقطيع وحدة الأراضى المصرية عازما على تمزيق الحدود المصرية الثابتة منذ آلاف السنين.

خرج البيان من مؤسسة وطنية شريفة؛ مؤسسة العسكرية المصرية بكلمات دقيقة رفيعة المستوى السياسى والاستراتيجى وهى تحدد حالة البلاد من عدم قبول تهديد وتخويف وترويع المصريين من جانب وعدم السماح للأمن القومى المصرى ووحدة أراضى البلاد وسلامة حدودها للتعرض للخطر داخليا وخارجيا أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لايدعوها لسلطة أوحكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.

بيان 3 يوليو لم يضع شروطًا ولكن حدد مهام إنقاذ وحماية شعب وحفاظ وصون وطن؛ لم يصنف تيارًا ولم يقص فصيلًا وطنيًا ولم يبعد شخصًا وإنما جعل الجميع شركاء فى خارطة مستقبل؛ فالبديل كان كارثيا بكل المقاييس ومدمرًا بكل المعايير وقاضيًا على شعب وأرض ودولة استمرت على وجه الأرض لآلاف من السنين تصنع مسارات للتاريخ وتقيم أول حضارة للإنسانية؛ شعب مهدد عمليا؛ ودولة مهددة وجوديا  من جماعة الإخوان الفاشية التى خططت وأعدت وتشاركت خارجيا وتحالفت داخليا.

وعندما وقف البطل المصرى عبد الفتاح السيسى يعلن بيان 3 يوليو ويزيح عن مصر كل الأخطار ويرفع عن المصريين كل المخاطر كان يفتح صفحة مجيدة فى عمر المصريين ويبطل كل التآمرات ويفسد كل المؤامرات لينتبه العالم أن مصر عصية وأن الشعب المصرى رقم واحد لا يقبل القسمة ولا التقسيم؛ شعب صاحب هوية وحضارة وأرض وحدود؛ شعب له جيش يحميه.