الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إثيوبيا تقفز إلى الهاوية

إثيوبيا تقفز إلى الهاوية

إثيوبيا بقرارها الإعلان رسميا عن بدء الملء الثانى لسد النهضة دون اعتبار للمطالب المصرية السودانية المستندة إلى اتفاق المبادئ والشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة دفعت الأزمة الى حافة الهاوية وتضييق الخيارات على مصر التى أثبتت بطولة البال والدبلوماسية والتوثيق سوء النوايا الاثيوبية التى تصر على خلق واقع جديد يحدد سيران نهر النيل ويتحكم فى كل نقطة منه يؤدى فى النهاية الى مركز استراتيجى ضاغط على مصر والسودان تكون اليد العليا فيه للكلمة الإثيوبية.



وحتى اللحظة لم يظهر للمجتمع الدولى كرامة ولم تتحرك دول من أصحاب المصالح الخاصة فى إثيوبيا والقرن الإفريقى وهم كٌثر وأصحاب نفوذ لا يستهان به على إثيوبيا لإيجاد توازن يحفظ مصالح الجميع  واكتفوا بالقول وامتنعوا عن العمل مراهنين على الصبر المصرى وطول باله وحساباته الدقيقة للمصالح العليا للشعب المصرى افريقيا وإقليميا ودوليا.

ومن المؤكد أن هذا التصرف الإثيوبى الأخير كان ضمن الحسابات المصرية ليس بالنص فقط وإنما بالتوقيت أيضا ؛ فمصر وهى تستعد لجلسة مجلس الأمن غدا الخميس فى اجتماعه الطارئ بالعرض والشرح والتفاوض وحشد الفهم الدولى لطبيعة الأزمة وأضرارها الوجودية على مصر والسودان تتسلم الوثيقة الإثيوبية التى تنسف كل مخرجات مفاوضات العشر السنوات السابقة وإعلان المبادئ نفسه الذى يشترط عدم اتخاذ إجراءات أحادية الجانب وقد فعلتها إثيوبيا بالوثيقة الأخيرة لتضمها مصر إلى ملفها المعروض أمام مجلس الأمن كإجراء عدائى من إثيوبيا.

 ولا أتجاوز حين اقول إن الإجراء الإثيوبى ببدء الملء رسميا كإجراء أحادي الجانب قد أحل مصر والسودان من الالتزام بنصوص إعلان المبادئ الذى بدأت به المفاوضات قبل عشر سنوات وقدمت فيه مصر كل النوايا الحسنة والانفتاح على كل القضايا المطروحة تحت مبدأ حق إثيوبيا فى التنمية بإعلانات رئاسية من الرئيس السيسى نفسه فى كل الأوقات وبالقدر الإعجازى من ضبط النفس.

حسنا..  إجراءات إثيوبيا العدائية حاصرتها الدبلوماسية الرئاسية المصرية بإدارة رفيعة المستوى وهي تتحرك فى كل الاتجاهات تحت مظلة الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة قواعد القانون الدولى بينما تحتفظ بكل خياراتها مفتوحة الجاهزة لأي احتمال بالقدرة والاستطاعة والتى تنتظر ما يقرره مجلس أمن المجتمع الدولى فى جلسته غدا؛ فلكل حدث حديث ولكل موقف رجال وخيارات وقدرات.

وإذا كانت إثيوبيا قد قفزت إلى الهاوية فهو خيارها.. وأى ما سيصبح عليه الخيار المصرى أثق تماما فى أنه خيار حياة وبقاء.. وأثق تماما فى الرئيس السيسى.