الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحوار بديلاً للفوضي
كتب

الحوار بديلاً للفوضي




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 15 - 10 - 2010


23 حزباً في مصر.. ما الذي يمنع أن تصبح 25؟


(1)


- أحزاب المعارضة جزء أساسي من نظام الحكم، والمعارضون شركاء في الوطن، ولابد أن يتسع صدر الحزب الوطني للتحاور معهم والاستماع إليهم والاستجابة إلي مطالبهم المشروعة.


- ليس صحيحًا أن جولات الحوار في سنوات سابقة كانت فاشلة، ولكنها أدت إلي نتائج مهمة، أبرزها ترسيخ مبدأ الحوار السلمي، بدلاً من الصخب والجدل العنيف الدائر الآن في وسائل الإعلام.


- شركاء في الوطن، ومن حقهم الحصول علي تمثيل عادل ونزيه يعكس إرادة الناخبين في المجالس النيابية والبرلمانية، حتي تتسع مشاركتها تفعيلاً للنصوص الدستورية.
(2)
- الحوار مع المعارضة الشرعية الآن حول «نزاهة الانتخابات» يجب أن يستمر.. فمن حقها أن تطمئن علي اتخاذ الإجراءات الكفيلة لإدارة انتخابات تعكس الإرادة الحرة للناخبين.
- كيف يتحقق ذلك؟ هناك مقترحات جادة وهادفة يجب الاستماع إليها، في صدارتها تفعيل الإشراف القضائي، وزيادة عدد القضاة في اللجان العامة والفرعية.
- ليس مطلوبًا أن يجلس قاض فوق كل صندوق، ولكن علي الأقل أن تكون للقضاة داخل اللجنة المشرفة علي الانتخابات السلطات والصلاحيات القانونية لأداء عملهم.
(3)
- يجب أن نتمسك جميعاً بالوعد الرئاسي المشدد بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة تعبر عن إرادة الجماهير، وتفتح الطريق إلي المستقبل الذي تستحقه البلاد.
- يجب العمل علي إعادة الثقة للناخبين ولن يحدث ذلك إلا إذا شعروا بأن أصواتهم هي القوة الحقيقية التي تحسم الانتخابات، دون تزييف إرادتهم.
- مصر تغيرت بالفعل، ولم يعد ممكنًا استخدام أساليب الماضي للتعامل مع الحاضر أو المستقبل، وما كان يرضاه الناس بالأمس لن يقبلوه اليوم.
(4)
- المعارضة هي البديل الشرعي الآمن الذي يسد الطريق علي الجماعة المحظورة، التي تحاول أن تختزل المعارضة في نفسها، لتصبح المواجهة بينها وبين الحزب الوطني فقط.
- لم ينكر أحد علي أي مواطن مصري أن يمارس حقه المشروع في الحياة السياسية، ولكن فكرة الأحزاب الدينية قنابل موقوتة تهدد بانفجار المجتمع في أي وقت.
- مشكلة الجماعة المحظورة أنها لا تري سوي نفسها علي سطح المياه، ولكن القاع مليء بجماعات وفئات وفتن كثيرة، تتحين الفرصة للصعود إلي السطح.
(5)
- الحوار هو بديل العنف، وهناك أفراد في المجتمع المصري للأسف الشديد يدفعون دفعاً نحو التوتر والانفلات، ولكن الأصوات العاقلة بدأت تستيقظ وتمارس دورها ووعيها.
- العنف أصبح الآن هو الطريق السهل للابتزاز وممارسة الضغوط وتحقيق المطالب، ويغيب صوت العقل والمنطق، لأننا أغلقنا آذاننا طوال السنوات السابقة عن سماع الأصوات التي لا تعجبنا.
- الحوار ولا بديل عن الحوار.. الرأي والرأي الآخر.. الاحترام المتبادل للعقول والأفكار وعدم تسفيهها أو التقليل من شأنها أو الاستخفاف بها.
(6)
- الحوار مع المعارضة الشرعية سوف يفتح العقول والقلوب نحو مرحلة جديدة، أساسها المشاركة والتفاهم، وأعتقد أن الأحزاب مهيأة لهذه المبادرة.
- يحتاج الأمر - أيضًا - أن تفتح لجنة الأحزاب الطريق نحو السماح لأحزاب أخري جديدة، حتي لا تكون لأية قوة سياسية حجة أو مبرر للعمل خارج إطار الشرعية السياسية.
- ما الذي يضير أن يظهر حزبان أو خمسة بجانب ال23 حزبًا الموجودة حاليا.. لا تتركوا للحركات الاحتجاجية أي فرصة للانقضاض علي الحياة الحزبية وضرب شرعيتها.
(7)
- إنه مستقبل مصر، وهو ملك للجميع، ويجب أن يتشارك الجميع في رسم ملامحه والاطمئنان علي صورته، مشاركة علي قدم المساواة والعدل.
- حوار تتوافر فيه الرغبة والنية والجدية للحفاظ علي الثوابت الوطنية والتطلع إلي المستقبل بروح يملؤها التفاؤل والأمل.
- ليس أمام هذا الوطن سوي أن يعلي ثقافة الحوار وأن يعيد ترسيخ سياسة احترام الرأي والرأي الآخر، كفانا ما تفعله بنا بعض الصحف الخاصة والفضائيات.
 

E-Mail : [email protected]