الأحد 27 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جيهان السادات تردع وقاحة مذيع!

جيهان السادات تردع وقاحة مذيع!

كل المحطات التليفزيونية العالمية كانت تتسابق لإجراء حوارات مع السيدة الفاضلة «جيهان السادات» رحمها الله.



كانت تتحدث بصدق وصراحة وشجاعة دون أن تفقد وقارها أبدًا كامرأة مصرية فخورة بمصريتها.

وما أكثر المرات التى كان المذيع أو المذيعة يتعمد استفزازها بالأسئلة السخيفة أو الوقحة، وكانت «جيهان» ترد بأدب شديد دون أن تفقد أعصابها.

وفى كتابها البديع «أملى فى السلام» تحكى قائلة:

«منذ أكثر من عشرين سنة جلست لإجراء حوار مع الراحل «بيتر جينز» الذى كان يستقر فى القاهرة خلال فترة رئاسة زوجى، وبعد نحو عشر دقائق من حوارنا صوب إلىّ نظرة تشى بمنتهى الحدة، نظرة أصبحت أتعرف على دلالتها بأن المذيع يهم بطرح سؤال غاية فى الأهمية:

السيدة السادات! تمهل جينز وقال: كم مرة يضربك الرئيس فى اليوم؟!

أجبته بوجه لا يحمل أى انفعال: أربعا وعشرين مرة فى اليوم!!

بدا جينز وكأن ألقيت على رأسه دلوًا من المياه الباردة، ولمدة ثوان ظل الصمت يلفنا، وفى النهاية ارتسمت على وجهى ابتسامة طفيفة، وبعد لحظات أغرقنا فى الضحك حتى أن المصور اضطر إلى وقف التصوير، ومنذ حينها تمنيت كثيرًا أن يظهر هذا الحوار رغم أنه عطّل الحوار الرسمى، حتى يرى الأمريكيون أنه حتى فى تلك الأيام فإن تصورهم عن المعرفة التقليدية لدى المسلمات فى حاجة إلى فحص دقيق، كانت المشكلة وقتها على الأرجح ندرة المعلومات!

ولعل أكثر الحوارات التليفزيونية إثارة للجدل والمناقشة هى تلك الأحاديث للسيدة جيهان السادات مع المذيع «أحمد منصور» - الإخوانى - على شاشة قناة الجزيرة ضمن برنامج شاهد على العصر واستغرق 11 حلقة وصدر بعدها فى كتاب يتضمن الحلقات كاملة ومعها كل ردود الأفعال، وكان ذلك سنة 2002.

فعل أحمد منصور المستحيل لكى تجىء شهادة السيدة جيهان السادات «ضد مصر وسياسة السادات ولكنها لم تقع فى هذا الفخ وأجابت بشجاعة وعمق عما ترى إنه الحقيقة، ودافعت باستماته عن السادات».

وفى كل الحلقات بدون استثناء كان أحمد منصور يخاطبها بكلمة «أنت»، وهى ترد عليه بادئه كلامها بكلمة حضرتك!! منتهى الأدب والرقى من جانبها ومنتهى الوقاحة وقلة الأدب من جانب أحمد منصور..

قلة أدب أحمد منصور كانت مثار غضب وحنق الكثيرين فى ذلك الوقت وقرروا أن يلقنوه درسًا فى الأدب وكان الكاتب الكبيرالأستاذ «أحمد بهجت» أحد هؤلاء وكتب فى بابه بالأهرام «صندوق الدنيا» يقول:

«نحن نفهم ،يسأل المذيع أسئلة صريحة ولكن غير المفهوم أن يكون مستفزًا أو متهمًا أو يخرج عن حدود الضيافة ويصل إلى حدود الوقاحة، «لقد كان يقول للسيدة جيهان السادات: أنت بينما كانت هى تخاطبه بقولها: «حضرتك» وكان كل واحد فيهما يتصرف انصياعًا لتقاليده وأصله!

من حق المذيع أن يسأل ولكن السؤال فن وليس مباراة فى الوقاحة والأصل المفترض فى المذيع أنه محايد وموضوعى وأنه يسعى إلى معرفة حقيقة ما، ومن هنا فإن عليه أن يستعرض كل جوانب الموضوع.. هناك شىء اسمه أدب الحوار وهو أدب إذا لم نتعلمه من كل وسائل الإعلام بما فيها المحطات الفضائية فلن نتعلمه أبدًا.

وأدب الحوار شىء مختلف عن فن الردح والغلاسة ومن السهل أن يردح الإنسان إذا كانت البيئة التى شب وترعرع فيها تهتم بإحياء فن الردح».

انتهى رد أحمد بهجت ورحم الله السيدة جيهان السادات.