الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنيس منصور يرسب فى امتحان الإذاعة!

أنيس منصور يرسب فى امتحان الإذاعة!

لا تنتهى حكايات الكاتب الكبير الأستاذ «أنيس منصور»، وهى حكايات ممتعة تثير دهشتك مرة وإعجابك عشرات المرات، لكنى أتوقف هنا أمام بعض حكاياته وذكرياته مع الإذاعة بالذات.



يعترف أنيس منصور: لم أعمل فى الإذاعة ولكن امتلأت بها حياتى سنوات طويلة.. أخبارها ونجومها ومقالبهم ومصائب الآخرين!

فبعد تخرجى فى الجامعة عملت فى جريدة اسمها «الأساس» لسان حال حزب السعديين برئاسة فهمى النقراشى باشا، وكنا فى شارع الشواربى القريب من مبنى الإذاعة، كان كل نجوم الميكروفون يعملون معنا: عبدالحميد الحديدى، حسنى الحديدى وتماضر توفيق وعلى الراعى، وصلاح زكى، وعباس أحمد ونور المشرى ومحمد شرف!!

هل لهذه العلاقة القوية كنت أذهب إلى الإذاعة وأتحدث فى الميكروفون وأقرأ قصصا قصيرة، ولا أعرف الآن كيف أقنعنى هؤلاء الزملاء أن أكون مذيعا مثلهم!

وجاء يوم الامتحان وكانت اللجنة مكونة من «محمود حسن إسماعيل» الشاعر والمشرف على الأغانى، وعلى الراعى كبير المذيعين والشاعر «صالح جودت» وطلبوا منى أن أقرأ وقرأت وجاءنى أنور المشرى وقال لى: «اجعل صوتك منخفضًا جدًا، لأن الميكروفون حساس جدًا» اهمس فقط!!

وسمعت كلامه وهمست وأشاروا لى أن أرفع صوتى فلم أفعل، فرسبت فى الامتحان، أما هذا المقلب فكان الغرض منه أن أفسح الطريق أمام الزميل «محمد عبدالجواد» الذى صار رئيسًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وهو مثلهم خريج قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة، وكانوا يريدونه أن ينجح ورسب هو أيضًا لأنه لا يعرف لا النحو ولا الصرف!

على كل حال فإننى أشكر الزملاء على سقوطى، وأحمد الله أننى لم أقل هنا القاهرة إلا مرة واحدة، هى هذه المرة!!

وحكاية أخرى يرويها الأستاذ أنيس منصور فيقول:

حدث بعد اغتيال «محمود فهمى النقراشى» باشا رئيس وزراء مصر أن كانت لأستاذنا «عباس العقاد» سلسلة من الأحاديث عنوانها «نفسية المجرم الإرهابى» يحلل فيها الجريمة ودوافعها وكذلك الجريمة السياسية وكانت هذه الأحاديث تذاع على الهواء، وكان التسجيل فى مبنى ماركونى المواجه لمبنى الإذاعة بشارع الشريفين، فلابد أن يصعد الأستاذ «العقاد» سلما طويلا رأسيا، وأن يجلس على دكة حتى يجئ المذيع يدعوه إلى الحديث!

فى ذلك اليوم جلس الأستاذ العقاد بطربوشه الأحمر القاتم مكفهرًا غاضبًا فقد اقترب موعد الحديث ولكن أحدا لم يدعه إلى التسجيل، ولم يظهر المذيع المكلف بذلك، وجاء المذيع «سعيد أبوالسعد» يستقبل بحرارة شديدة زميلته «تماضر توفيق» العائدة من الإجازة.

والعقاد جالس لا يكلمه أحد فما كان من الأستاذ إلا أن نزل إلى الشارع عندما ظهر المذيع، سعيد أبوالسعود ولم يجد الأستاذ وهو لا يستطيع أن يملأ فراغ الحديث فراح يذيع الأغنيات والمارشات العسكرية «كارثة».

وانقلبت الإذاعة ووزارة الداخلية فوق دماغ «سعيد أبوالسعود» والذى حدث هو أن الأستاذ العقاد تضايق من هذا الإهمال الذى ظنه متعمدا وعاد إلى بيته، وطلبوا إلى «سعد أبوالسعود» أن يعتذر للأستاذ العقاد حتى لا تعاقبه الإذاعة وكان «سعيد أبوالسعود» شابا مرحا دائم الضحك.. وبعد أن اعتذر للأستاذ العقاد سأله خلاص يا أستاذنا صافية كاللبن؟

ولم يجب الأستاذ، فعاد سعيد يسأله: طيب إيه رأيك يا أستاذ؟

فرد عليه العقاد: رأيى فى إيه يا جدع أنت؟!

قال: رأيك فى شخصى المتواضع، وأجاب العقاد بعبارة قاتلة: «رأيى فيك أنت.. أنت إنسان مقبل على الحياة بلا مبرر»!!

وما أكثر حكايات أنيس منصور الممتعة والمدهشة.