الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإذاعة ترفض طلبات ليلى مراد!

الإذاعة ترفض طلبات ليلى مراد!

ليلى مراد أسطورة غنائية صعب أن تتكرر!



ولا يوجد مستمع عربى إلا ووقع فى غرام صوتها وأحب أفلامها حتى الآن، رغم اعتزالها سنة 1955 بعد تمثيل آخر أفلامها «الحبيب المجهول» أمام الفنان «حسين صدقى وكمال الشناوى».

فى حياة ليلى مراد قصة عجيبة ومحزنة رواها الأديب والكاتب الكبير «صلاح طنطاوى» فى كتابه الممتع «رحلة حب مع ليلى مراد» الذى صدر عام 1979 عن دار «روزاليوسف».

يقول صلاح طنطاوى: اعتزلت ليلى مراد السينما عام 1955 وهى فى السابعة والثلاثين من عمرها وتفرغت لرعاية ولديها أشرف وزكى من زوجها المخرج «فطين عبدالوهاب» وكنت أحلم بعودتها كما كان ملايين المعجبين يحلمون بهذه العودة، وكنت أيضًا أتمنى لو أستطيع أن أقوم بأى مجهود يساعد على عودة ليلى مراد، إن لم يكن إلى السينما فعلى الأقل إلى التليفزيون أو الإذاعة حيث كنت قد احترفت الكتابة للإذاعة والتليفزيون.

ثم جاءتنى الفرصة، طلبت منى إذاعة صوت العرب، أن أكتب سهرة إذاعية فى برنامج اسمه «فيلم إذاعى» كانت الفكرة فيه هى تقديم عمل درامى إذاعى على مدى ساعة يقوم ببطولته نجم سينمائى أو نجمة سينمائية، واقترحت على الفور أن أكتب فيلمًا إذاعيًا تقوم ببطولته ليلى مراد فاشترطوا على أن أضمن لهم موافقة ليلى مراد على التمثيل فى الإذاعة؟!

ويحكى الأستاذ صلاح طنطاوى كيف أن المخرج نصحه أن يطلبها فى التليفزيون، بل قام المخرج بالاتصال فرد عليه صوت آخر وقال لها: احنا عاوزينها علشان شغل فى الإذاعة! ثم أعطى المخرج رقم التليفون لصلاح عطية لكى يكلمها فيما بعد:

ويكمل صلاح عطية قائلاً: وخرجت من مبنى الإذاعة وانتهزت فرصة مناسبة ثم طلبت ليلى مراد فى التليفون وانتظرت وأنا أحبس أنفاسى حتى سمعت صوتًا مكتومًا لسيدة تقول: ألو مين؟! قلت مدام ليلى موجودة؟! قالت: مين عايزها! قلت وأنا أبلع ريقى: الإذاعة!

وعند ذلك حدثت المعجزة، اختفى الصوت المكتوم وغردت البلابل فى السماء وإذ بصوت عذب ساحر يقول: أنا ليلى!

خفق قلبى فى عنف وكادت السماعة تسقط من يدى وشرحت لها فكرة الفيلم الإذاعى، واقترحت عليها أن تقوم ببطولة تحفة الكاتب الروسى العظيم تولستوى «أنا كارتينا»!

وعند ذلك تكلمت ليلى مراد.. وافقت على التمثيل فى الإذاعة واقترحت أن تقوم بتسجيل أغانٍ جديدة لهذه السهرة!

وتبسطت فى الكلام وأفاضت فيه وأخذت تحدثنى كزميل ثم انتهت المكالمة وطرت إلى الإذاعة ونقلت الخبر السعيد فقال لى المسئولون: على بركة الله.

كانت ليلى مراد قد سافرت إلى الإسكندرية وبعد عودتها يعاود «صلاح طنطاوى» الاتصال بها «أعدنا الحديث فى موضوع السهرة وكررت ليلى مراد موافقتها وذكرتنى بالأغانى الجديدة التى تريد تسجيلها وأخذت تشرح لى حقائق لم أكن أعرفها، وهى أن الإذاعة لا تدفع لها أجرًا مناسبًا مقابل الأغانى التى تسجلها للإذاعة، وانها تضطر إلى أن تدفع من جيبها أجر مؤلف الأغنية وأجر الملحن وأجر الفرقة الموسيقية حتى أنها تجد نفسها فى النهاية وقد زاد ما تدفعه على ما تتقاضاه!

قلت لها مستنكرًا: لكن ده ظلم.. وإن شاء الله تتعوض فى سهرة «انا كارتينا».

شكرتنى ليلى مراد واتفقنا على أن أتصل بها بعد أن توافق الإذاعة على طلباتها.

ولكن الإذاعة لم توافق.. ووجدتنى أسقط من حالق جاذبًا معى كل أحلامى فى تقديم عمل فنى جديد تقوم به ليلى مراد وتعود به إلى آذان جماهيرها!

لم أجد الجرأة على أن أتصل بها من جديد وماذا كنت أقول لها، وطويت نفسى على حسرتى، حتى جاءتنى فكرة أخرى!!