الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصير شياطين الإخوان فى تونس

مصير شياطين الإخوان فى تونس

فى الوقت الذى اختارت فيه حركة النهضة الإخوانية فى تونس المواجهة والتهديد بأعمال عنف مع القرارات التصحيحية التى اتخذها الرئيس التونسى قيس سعيد لإعادة التوازن السياسى والإدارى إلى الدولة فى تونس بعد أن أصبح التنظيم الإخوانى دولة داخل الدولة يستخدم كل أساليب جماعة الإخوان الإرهابية فى السيطرة على مفاصل المؤسسات والدفع إلى سياسات وإجراءات تخرج فقط من عباءة أيديولوجية الإخوان ومناهجهم  وهو الأمر الذى أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادى بشكل غير مسبوق بعد عشر سنوات من سيطرة حركة النهضة انتهى إلى كارثة صحية قومية بعد فشل مخز فى التعامل مع جائحة كورونا أدى الى «تسونامى فى الإصابات والوفيات» واقتربت تونس بشدة من تصنيف الدول الفاشلة.



فى هذا الوقت.. وفى تطور ذى شأن، طالب بيان أمس الأول صادرًا عن شباب حزب «حركة النهضة»، قيادة حزبهم بحل المكتب التنفيذى للحزب لفشل خياراته بتلبية حاجات التونسيين، مطالبين راشد الغنوشى بتغليب مصلحة تونس، ودعا القيادة الحالية لحركة النهضة لتحمل المسئولية عن التقصير فى تحقيق مطالب الشعب التونسي، وتفهم حالة الاحتقان والغليان، حيث لم تكن خيارات الحزب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وطريقة إدارتها للتحالفات والأزمات السياسية ناجعة فى تلبية حاجيات المواطن.

فمن حيث التوقيت صدر بيان شباب حزب النهضة الإخوانى بعد إشارات مؤكدة من الرئيس التونسى قيس سعيد بفساد مالى تعدى المليار دولار من الأموال التونسية وهو رقم كبير فى اقتصاد فى حجم الاقتصاد التونسى، لتبدأ تحقيقات تطول ما يقرب من ٤٠٠ مسئول ورجل أعمال.

وفى تقديرى أن التحقيقات لن تتوقف فقط عند الفساد المالى وإنما ستمتد إلى الفساد الإدارى والفساد السياسى الذى تجيد القيادات الإخوانية ممارسته على نطاق واسع والذى عبر عنه الرئيس التونسى وزعماء الأحزاب السياسية بوصف «اللوبيات»، غير أن التهديدات التى صدرت عن حركة النهضة وعلى لسان الغنوشى نفسه لا يمكن تجاهلها وإنما سيتم التعامل معها من كل أجهزة الدولة فى تونس حماية للداخل التونسى عندما يحين وقتها وطبقًا لتطور الظرف السياسى والأمنى.

من حيث المبدأ، فان شباب حزب النهضة الإخوانى التونسى قد استشرف أن الحركة الإخوانية وذراعها السياسى يعيش الآن اختبارًا وجوديًا فإما  أن تستمر الحركة والحزب مع مواءمات سياسية وعملية أو تنتهى للأبد فى حال اختارت المواجهة والتحدى للشعب التونسى، والنموذج المصرى لحركة الإخوان ليس ببعيد, فعندما تمت دعوتهم كفصيل سياسى فى يوليو ٢٠١٣ لحفظ الأمن القومى المصرى من تداعيات خطيرة والمشاركة مع كل التيارات السياسية والقوى الوطنية فى خارطة المستقبل امتنعوا واتخذوا خيار العنف والعمليات الإرهابية واستحلال دماء المصريين فانتهت جماعة الإخوان الإرهابية سياسيًا وعمليًا، ولفظها المصريون إلى الأبد.

ربما يكون شباب حزب النهضة الإخوانى التونسى قد طرح مبادرة على قيادات حركته وحزبه، وربما يكون البيان الصادر عنه مناورة سياسية تحاول الاحتفاظ بقدر مناسب من التواجد فى الداخل التونسى الإقرار بأخطاء قيادته ودعوتهم لتصحيحها، لكن الغباء السياسى لجماعة الإخوان والغرور والقناعة لدى قياداتهم بأنهم ملهمون سماويًا وأنهم الأجدر والأحق والأعلى مكانة والأقرب إلى الله عز وجل بما يعطى لهم حقوقًا بالوصاية على سائر خلق الله قد جعل من أمامهم سدًا ومن خلفهم سدًا وأعماهم فلا يبصرون، فسيغضون البصر عن دعوة الشباب ويغلقون الأبواب لينتهوا إلى المصير الطبيعى فى الداخل التونسى.. مصير الشياطين.