الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
ميداليات طوكيو

ميداليات طوكيو

صحيح كل مصرى كان يتمنى أن يفوز ابطالنا الاولمبيين بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، فهذا طموح يليق بنا كمصريين ويليق بدولة اسمها مصر، لكن فى الحقيقة وبكل صدق لا أرى سببا للغضب من النتائج التى لم يحققها ابطالنا فى طوكيو، بل علينا ان نفرح ونحتفل ليس فقط بكل ميدالية كسبها بطل وانما ايضا بكل بطل حاول ولم يجانبه التوفيق.



و اكاد اجزم ان كل النتائج المحققة او التى لم تتحقق هى فى خانة التوقع المسبق فلا لاعب تخاذل فخسر ولا لاعب لم يعط ما عنده من مستوى وصل إليه من مهارة فنية ولياقة بدنية ولا لاعب امتنع عن الالتزام الرياضى وانما فى النهاية هى مسألة حسابات نعرفها جميعا تبدأ وتنتهى عند ما هو مقرر عالميا عن صناعة البطل الأوليمبى.

نعم.. البطل الاوليمبى الحاصد للجوائز هو صناعة لها أسس وتكاليف مادية تحتضن أصحاب المواهب الفردية واصحاب الالعاب الفردية فى برامج طويلة معقدة ومتعددة من برامج تغذية وتنمية جسدية وتأهيل نفسى ورعاية صحية ورعاية تعليمية واخرها التدريب الرياضى وهى تكاليف لا تقدر عليها سوى الدول والمؤسسات الرياضية الكبيرة وايضا الشركات الضخمة التى تتبنى هذه المواهب الرياضية لسنوات طويلة وتضعها على الطريق الى الفوز بالميدالية الأولمبية؛ لا ينبغى ان تترك حملا على اللاعب وقدرته على الإنفاق على نفسه ورياضته، وهو ما يحدث فى الأغلب والأعم.

وهو ما يجب ان نضعه فى التقدير قبل ان نغضب من بطلنا الأولمبى لأنه لم يحصل على الميدالية الحلم وقبل أن نستغرق فى جلد الذات، فابطالنا الاولمبيين فى الألعاب الفردية هم ابطال بجد ومعروفين فى العالم كله وتحت مجهر حسابات المنافسين وحتى يفوزوا بالميداليات لا بد وان تطبق عليهم معايير الصناعة، صناعة البطل الاوليمبى بكل برامجها المتنوعة وكل تكاليفها غير المحدودة، وهى كما قلت عملية معقدة ومكلفة؛ ومرة ثانية اذا وصل طموحنا الى الحصول على ذهبيات او فضيات او برونزيات الأولمبياد؛ يجب علينا ان نتحمل التكلفة الحقيقية لصناعة البطل الاوليمبى دولة وكيانات ومؤسسات كبرى، وحتى نصل الى هذا الحد دعونا نفرح بأداء ابطالنا الاولمبيين واصرارهم على التحدى سواء حصلوا على ميدالية أو جانبهم التوفيق.