الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ليلى مراد  طائر الكناريا الحزين!

ليلى مراد طائر الكناريا الحزين!

فى سابقة غريبة رفضت الإذاعة طلبات الفنانة الكبيرة ليلى مراد لتقديمها تمثيلية إذاعية مأخوذة عن رواية «أنا كارنينا» ولم يجد الكاتب الأديب «صلاح طنطاوى» صاحب الفكرة الشجاعة لكى يبلغ ليلى مراد برفض الإذاعة لطلباتها وهى عدم دفع الأجر المناسب لها!!



كان «صلاح طنطاوى» متحمسًا تمامًا لفكرته وكان هدفه التفكير فى محاولة أخرى لن تكلف الإذاعة شيئا فيقول:

جاءتنى فكرة أخرى.. وجدت أننى أستطيع بها أن أعيد ذكرى ليلى مراد إن لم يكن ليلى مراد نفسها.. وكنت قد لاحظت أن الإذاعة برغم أنها تذيع أغانى «ليلى مراد» يوميًا فإن هذه الأغانى لا يزيد عددها على عشر أغنيات مثلًا وكأن هذا هو كل تراث ليلى مراد.. ولاحظت أيضًا أن «إذاعة أم كلثوم» التى تذيع كل من هب ودب كل يوم لا تقدم أغان لليلى مراد! وتصورت أن الحال إذا استمر على ذلك فإن الجماهير -الجديدة على الأقل- سوف تتصور أن تراث ليلى مراد هو عشر أغنيات أولًا عن آخر!!

وهذا ما دفعنى إلى أن أتقدم بمشروع سباعية أسميتها «أحزان طائر الكناريا»، وفكرة السباعية هى العودة إلى التراث وهى الصيحة الآن فى الأدب والفن والسياسة والاقتصاد والوطنية، لأن تراثنا هو العمود الفقرى لشخصية مصر التى نبحث جميعا عنها الآن بعد أن كادت الملامح الشخصية لوجه مصر الجميل أن تضيع وراء سحب الأفكار والفنون والمذاهب الواردة من هنا وهناك!

كيف تستطيع الإذاعة أن تساهم فى هذا المضمار؟!

بالعودة إلى التراث طبعًا، لا كما هو بل بإحيائه بتقديم جواهره ولآلئه فى صورة جديدة، وهذه هى التجربة التى يسعدنى أن أتقدم بها إلى صوت العرب سباعية أحزان طائر الكناريا.. إنها قصة من وحى أغانى طائر الكناريا ليلى مراد، الأغانى المجهولة لها، الأغانى التى خلقت أسطورة الصوت الشجى الساحر ثم لم يعد يسمعها أحد!

أغان غنتها ليلى مراد «عندما كانت الدنيا دنيا» فى الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات غنتها للإذاعة فقط وسجلتها على أسطوانات، أغان نقية صافية كالبلور غنتها ليلى مراد قبل أن تبلوها الحياة بالأشجان والأحزان، بالإضافة إلى هذه الأغانى هناك أغان أفلامها القديمة «ليلى ممطرة» و«ليلى بنت الريف» و«ليلى بنت مدارس» و«ليلي» و«ليلى فى الظلام» وقد يعترض معترض بأن هذه الأغانى من الممكن أن تذاع مستقلة فى برنامج مثل برنامج ألحان «زمان» وهذا الاعتراض مردود عليه بأن هذا ليس هو «الأحياء» إنه التذكر، والتذكر ليس الأحياء، أن الفن العظيم لا يصبح قديمًا قط لأنه يخاطب الروح الإنسانية.

وبإحياء أغانى ليلى مراد يعود صوتها إلى الأسماع وتعود معه نسمات الأيام الرومانسية الحلوة الحالمة التى عاشتها مصر فى ضحى القرن العشرين، وقصة أحزان طائر الكناريا استوحيتها من أجواء أغانى ليلى مراد من رقتها ونقائها وصفائها وشفافيتها، وهى ليست قصة حياة ليلى مراد ولكن بها أصداء من حياة ليلى مراد.

تم تسجيل السباعية ومثل أدوارها مديحة سالم وصلاح السعدنى وفاتن أنور وزوز ماضى وقدمنا فيها أكبر وأجمل مجموعة من أغانى ليلى مراد المجهولة، وأثناء التسجيل تلقيت مفاجأة أكدت لى صواب رأيى ونجاح مشروعى!

فوجئنا بموظفين من محطة إذاعة أم كلثوم يدخلون الأستديو ويسألون فى دهشة: من هذه التى تغنى؟ قلت لهم: ليلى مراد!

قالوا هل تسمحوا لنا بأن نذيع هذه الأغانى فى إذاعة أم كلثوم؟ هل كنت أحلم بأكثر من ذلك أعطيتهم أسماء الأغانى وأرقام الشرائط ومن يومها ظهرت أغانى ليلى مراد فى إذاعة أم كلثوم، أما سباعية أحزان طائر الكناريا فإنها أذيعت فى نهاية عام 1975 وقدمت للمستمعين على مدى سبعة أيام أغان لم يعرفوها من قبل لليلى مراد!

ولكن هل سمعت ليلى مراد السباعية، هل رضيت عنها، لم أعرف شيئا ولكننى سمعت بعد شهور صرخة ليلى مراد!