الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فتاوى التكفير

فتاوى التكفير

على محرك جوجل آلاف من فتاوى التكفير التى اجتاحت العالم الإسلامى شرقه وغربه حتى وصل معدل صدور فتاوى التكفير أكثر من 50 ألف فتوى أصدرها تنظيم داعش المتطرف فى ثلاثة أشهر فقط فرضت سيطرته على أجزاء من العراق وسوريا ووصلت هذه الفتاوى بعد ذلك لأكثر من 500 ألف فتوى على صفحات التواصل الاجتماعى الخاص بهذا التنظيم الإرهابى بعد ثلاث سنوات.



والتكفير ظاهرة قديمة فى الإسلام تعود إلى بداية ظهور فرقة الخوارج حيث انشقت هذه الجماعة عن جيش الإمام على بن أبى طالب فى معركة صفين رافضين لقبوله إيقاف الحرب مع جيش معاوية بن أبى سفيان والذهاب إلى مقر التحكيم فحكموا بكفر الإمام على بن أبى طالب وأصحابه حيث روى أن الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه لما أرسل إليهم عبدالله بن عباس ليناظرهم لكى يعودوا إلى رشدهم لكنهم أصروا على موقفهم ومن هنا جاءت ظاهرة التكفير فى الإسلام وبمعنى أصح ظاهرة تكفير المسلم لمسلم آخر ومع مرور الوقت تحولت ظاهرة التكفير إلى واقع أليم فى المجتمعات الإسلامية بعد أن تحول الإسلام على أيدى المتطرفين من الجماعات التى تنسب نفسها ظلمًا وزورًا إلى الإسلام إلى فرق يكفر بعضها بعضًا حتى إن تنظيم داعش الإرهابى كفر تنظيم القاعدة الذى انشق منه بل طالب من أعضاء تنظيمه مقاتلة تنظيم القاعدة ومحاربتهم فى كل مكان ونفس الشىء فعله تنظيم القاعدة التى اعتبر تنظيم داعش كافرا ولابد من مقاتلته وأطلقوا عليه فرقة الخوارج لكن الأخطر فى فتاوى التكفير التى هى عنوان كل الجماعات المتطرفة بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين وهى فى الحقيقة الجماعة الأم التى اشتق منها كل الجماعات المتطرفة هى الفتوى التى أصدرتها الجماعة الإسلامية بتاريخ 14 يوليو 2018 والتى تمنح العوام من الناس حق تكفير الآخرين وكان نص هذه الفتوى يقول: «إن من لا يكفر أصحاب الديانات الأخرى فهو كافر» ثم يسترسل فى استنكار البعض لفكرة التكفير ويعتبر أن ذلك حرب ضد الإسلام وزاد فى الفتوى أنه يحق لأى شخص أن يكفر المسلم إذا رأى ما يعتقد أنه مخالف للإسلام وبطبيعة الحال فإن التكفير يستتبعه القتل والتفجير طبقًا لمنهج هذه الجماعات مثل هذه الفتوى وغيرها من فتاوى التكفير التى استباحت دماء الأبرياء هى فى الحقيقة فتاوى شاذة عن الدين كما وصفها الأزهر الشريف وكذلك دار الإفتاء المصرية التى وقفت بالمرصاد لفتاوى التكفير فى مصر وفى العالم الإسلامى.

جماعات الإرهاب والتطرف نشطت خلال السنوات الماضية فى نشر فتاوى التكفير على مواقعها وعلى السوشيال ميديا بشكل كبير ورغم وقوف الأزهر الشريف من خلال مرصد الأزهر لهذه الفتاوى لكان حالنا وحال العالم الإسلامى غير هذه الحال الذى تنعم فيه بالاطمئنان لكن الخطر الحقيقى من هذه الفتاوى يقع على الشباب صغير السن الذى يتصفح الإنترنت ومن السهل أن يقع ضحية فتاوى هذه الجماعات قبل أن يقرأ رد الأزهر الشريف عليها لذلك علينا أن نحتاط جيدًا من فتاوى التكفير المنتشرة على الإنترنت بشكل لا يصدقه عقل.