الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
آمال العمدة وأسرار ليلى مراد!

آمال العمدة وأسرار ليلى مراد!

فى أوائل سنة 1977 نجحت الإذاعية الكبيرة الأستاذة آمال العمدة فى إجراء حوار إذاعى نادر مع الفنانة الكبيرة ليلى مراد لمدة ساعة فى إذاعة الشرق الأوسط بعنوان «سهرة مع ليلى مراد» إخراج الأستاذ «حسنى غنيم».



كان حديث ليلى مراد هو حديث المدينة بكل ما بدا فيه من ذكريات وحكايات وبدايات الغناء والاعتزال إلى رغبتها الشديدة فى العودة للسينما من جديد!

الحوار كاملا أعاد نشره الأديب الأستاذ صلاح طنطاوى فى كتابه الممتع والمهم «رحلة حب مع ليلى مراد» تخلل الحوار شهادة الرائد الإذاعى ا لكبير «مدحت عاصم» صاحب الفضل فى إقناع والد ليلى مراد بأن تتقدم ابنته للإذاعة.. يقول مدحت عاصم موجها كلامه لليلى مراد:

أرجوك يا ليلى أن تخلصى لفنك وأن تظهرى للجماهير وتقومى بأداء رسالتك الأولى والأخيرة وهى كونك مغنية من الطراز الأول، إنى احترم وأقدر مكانتها الكبيرة فى الفن رغم اعتكافها».

وتسألها الأستاذة «آمال العمدة»: غلطة مين فى عدم ظهورك فى أعمال فنية من عشرين سنة؟!

ردت ليلى مراد: طبعا غلطة المسئولين مفيش كلام سواء فى الإذاعة أو فى التليفزيون من يوم ما طلع أوفى مؤسسة السينما، أنا كنت احتجبت لفترة خمس ست سنين لأنى كنت «تخنت» جدا ونجمة السينما لازم تكون حاجة كاملة من كله، أولادى كانوا لسه «بيبى» وأنا بحب أولادى وبعد كده الأولاد ابتدوا يكبروا ويروحوا المدارس فقمت بتخسيس نفسى ورجعت زى ما كنت!!

وتسألها آمال العمدة: يا ترى حاولت عند المسئولين عن الفن فى مصر وفشلت؟!

وهنا ألقت «ليلى مراد» بالقنبلة غير المتوقعة وقالت: والله بقى ده أنا مش بس فشلت!! ده أنا سقطت فى الامتحان.. ده كان فاضل شويه ويقولولى ابقى تعالى بكره مش فاضيين النهارده!! يعنى بعد ما خسست نفسى وبقيت «أوكى» اتقدمت.. رحت لهم بنفسى! مش هما اللى طلبونى!

أخدت موعد مع المرحوم «عبدالحميد جودة السحار» - رئيس مؤسسة السينما وقتها - وقابلته.. طبعًا رحب بى وقال لى أنا تحت أمرك وتعالى فى اليوم الفلانى، رحت فى اليوم الفلانى وعرضت عليه الفكرة فى إنى عايزه أرجع السينما تانى! رحب جدا وخرجت من عنده بمقابلة عظيمة، وبعد أربع خمس شهور مفيش رد!! أكلم مؤسسة السينما تانى وأطلب ميعاد..

وأروح وأقول يا جماعة إحنا اتكلمنا من أربع خمس شهور، وأنا عرضت الموضوع الفلانى أنى عايزة أرجع للفن تانى..

يوافقوا، وبعد خمس ست شهور تانى يعدوا ومفيش حاجة!! مكانش ليا شغلانة تانية غير أنى أتقابل مع «عبدالحميد جودة السحار» كل خمس أو ست شهور مرة، دور يقولولى السيناريو مش جاهز.. ودور يقولوا الأفلام الاستعراضية اللى إنتى عملتيها ما نقدرش نعملها تانى لأنها بتكلف تكاليف كبيرة جدا وإحنا معندناش إمكانيات!!

وتعلق آمال العمدة قائلة: مع إنها بتجيب إيرادات كبيرة! وترد ليلى مراد قائلة: هما كانوا بيفضلوا يعملوا عشرة أفلام بتلاتة تعريفة ولا يعملوش فيلم يتكلف ويجيب إيرادات كبيرة.. ما هى دى بقى عقول.. كل واحد وله عقله!

وتسأل آمال العمدة ثانية، وكانوا بيقولوا إيه تانى؟!

وترد ليلى مراد: ماكانوش بيرفضوا إنما نفس السيستم اللى ماشى لحد دلوقتى فى الإذاعة والتليفزيون، حنعمل لجنة ونشوف السيناريو لحد ما أخذت الحكاية 13 سنة من عمرى!!

انتهى الحوار المهم، ومن المهم أن أشير هنا إلى تلك الثروة الهائلة والمهمة من حوارات آمال العمدة مع نجوم الفن والفكر، وحسنًا أن تتولى ابنتها الكاتبة الصحفية «حنان مفيد» إعدادها لتصدر فى أربعة أجزاء بمقدمة رائعة للمحاور والكاتب الكبير الأستاذ «مفيد فوزى» فشكرًا لهما، وعنوان الكتاب «صحبة وأنا معهم»!