الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعتراف توفيق الحكيم زمن الأقدام وليس الأقلام!

اعتراف توفيق الحكيم زمن الأقدام وليس الأقلام!

انتهى عصر «القلم» وبدأ عصر «القدم»!!



واحدة من أشهر عبارات المفكر والأديب الكبير أستاذنا توفيق الحكيم.. التى لخص بها حال أهل الكتابة وأهل كرة القدم!

كانت مناسبة العبارة عندما بدأ توفيق الحكيم يسمع عن أجور اللاعبين وأسعارهم، وكيف أن أحدهم انتقل من ناد إلى آخر مقابل خسمين ألف جنيه، ولم يعش «الحكيم» حتى يرى ويسمع ويقرأ عن اللاعب الفلانى الذى وصل سعره وقيمته التسويقية إلى ستين أو سبعين مليون جنيه، ويتقاضى راتبًا سنويًا ثلاثة ملايين جنيه.

ويومها علق الحكيم على هذا اللاعب قائلًا: لقد أخذ هذا اللاعب فى سنة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام إخناتون»!!

وفى حوار له مع الكاتب الصحفى الأستاذ «مأمون غريب» يقول بأسى شديد: ما الذى يغرى الناس بالقراءة وهم يرون لاعب كرة القدم يعيش حياة لا يعيشها أكبر كاتب وتتدفق عليه الأموال لمجرد أنه دخل الكرة فى الجون، فمثلًا أن تهز رأسك ليس لهذا ثمن لكن أن يحرك لاعب كرة القدم رجله فهذا يدر الكثير، لنصل فى النهاية إلى أنه لا ثمن للفكر الرفيع!!

وفى مقال بديع للشاعر الأستاذ «فاروق جويدة» «روى هذه الواقعة قائلًا: كنت بصحبة كاتبنا الكبير توفيق الحكيم هابطين فى المصعد من مبنى الأهرام العريق وكان معنا واحد من نجوم كرة القدم فى مصر، وحين نزلنا إلى الشارع تجمع المارة بالعشرات أمام المبنى، والتفوا حول لاعب الكرة بينما لم يلتفت أحد إلى أن توفيق الحكيم ليس بعيدًا من اللاعب! وبدأت دوائر الناس تتسع حول اللاعب الشهير وانسحبت مع كاتبنا لكى نستقل السيارة معًا ونمضى!!

نظر توفيق الحكيم إلى الحشود التى أحاطت باللاعب وقال: «ألم أقل لك إن هذا زمن الأقدام وليس زمن الأقلام!!»

واقعة أخرى لا تقل طرافة رواها الأستاذ الكبير أنيس منصور فى صحيفة الشرق الأوسط  بعنوان «كلما تذكرت توفيق الحكيم» يقول فيها: تضايق أستاذنا توفيق  الحكيم وكأننى أردت أن أصالحه فنشرت على لسانه الهجوم على الجماهير التى تهتم باللعب وكرة القدم أكثر من اهتمامها بالأدب والثقافة والفن، وقال عبارته المشهورة: انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم!!

لقد قرأ توفيق الحكيم أن لاعبًا دون العشرين يعطونه مليونين من الجنيهات فقال: إن هذا الصغير أخذ فى سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام «إخناتون»!!

ولم يعش توفيق الحكيم ليسمع عن «ديفيد بيكهام» الذى يتقاضى مئات الملايين بحذائه أيضًا، وسألت نفسى ولماذا كل هذا عن توفيق الحكيم، لابد أننى أشعر بالضيق مما حدث لى بسبب توفيق الحكيم، وعاتبت نفسى كثيرًا كيف أتخذ هذا الموقف الصبيانى من أستاذ جليل، إذن لقد كانت عاطفتى أقوى من عقلى، وما دام عصر القلم قد ولى وجاء عصر كرة القدم، فقد كومت هذه الحوادث الصغيرة وجعلتها فى شكل كرة القدم وسددتها إلى شباك الغضب والسخط، وأطلقت صفارة النهاية لمباراة سخيفة كنت فيها اللاعب والمتفرج والكرة والحكم!!» ولا زلنا مع «الحكيم» وأدائه الكروي المثير للدهشة!