الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نموذج الأسرة المصرية

نموذج الأسرة المصرية

قال الرئيس السيسى للاعبة فريال صاحبة الذهبية المصرية فى أولمبياد طوكيو أن أسرتها نموذج للأسرة المصرية التى ترعى أبناءها ؛ وكما قلت بالأمس أن رعاية الأطفال والأبناء لها شروط واجبة أهمها القدرة المالية على توفير هذه الرعاية ؛ ولا أتحدث هنا عن رعاية موهبة الرياضية أو أى موهبة للطفل وإنما عن مفهوم الرعاية المتكاملة عن حق الطفل فى تلقى الرعاية من والده ووالدته؛ حقه فى الغذاء الجيد وحقه فى الحفاظ على صحته البدنية والنفسية وحقه فى تلقى التعليم الجيد وحقه فى التنشئة الرحبة بما فيها من لعب ورحلات وزيارات تنمى من وعيه وملكاته وإدراكه.



وبالطبع لا يمكن أن تتوفر هذه الحقوق من الرعاية للطفل إلا إذا كانت حسابات الأب والأم لقدرتهما على تحقيق هذه الرعاية حسابات صحيحة مرتبطة بشكل أساسى بمجموع ما يحصلون عليه من دخل؛ وهى الحسابات التى للأسف تغيب عن واقعنا الحالى عند عشرات الآلاف من الأسر المصرية التى تنجب طفلا واثنين وخمسة دون أى اعتبار لقدرتهم المالية التى تستطيع توفير الرعاية المتكاملة لأطفالهم من عدمه؛ وإلا ما كنا نعيش الآن كمجتمع الانفجار السكانى الكارثى الحادث الآن ؛ والذى بكل الاحوال وتحت كل الظروف وبكل المقاييس لا يجب ان يستمر شئنا أم أبينا ؛ بإرادة أو بإكراه ؛ بمبادرة شخصية أو باقرار قانونى ؛ وإلا نحن نسير بمنتهى الثبات إلى هلاك جماعى.

البعض يتحدث عن التعداد السكانى كقوة بشرية مضافة للمجتمع ويضرب المثل بالصين وتعدادها الذى اقترب من مليار ونصف المليار وقوتها الاقتصادية ولكنه لا يعدد لنا الموارد الطبيعية للصين كدولة تحتل المرتبة الثالثة من حيث حجم الأراضي بعد روسيا وكندا (9.6 مليون كيلومتر مربع ) ضمن ثلاث مناطق مناخية (معتدلة وشبه مدارية استوائية) وتعد واحدة من أغنى احتياطيات المعادن الإجمالية ،يوجد فى الصين أكثر من 1500 نهر ولكل نهر حوض مساحته اكثر من 1000 كيلومتر مربع.

 هذا تعداد الصين السكانى وهذا جزء مما تمتلكه من موارد طبيعية ؛ فهل نستطيع الاقتراب من المقارنة مع مصر التى تمتلك موارد طبيعية محدودة ومصابة بانفجار سكانى ؟ وهل تعداد السكان فى مصر والذى اقترب من ١١٠ ملايين نسمة قوة بشرية مضافة أم خطر داهم يأكل الأخضر واليابس ويحد من كل محاولة للنماء والتنمية والتحسين فى جودة حياة المصريين؟

نحن نعيش أزمة وجودية السلوك الشخصى فيها هو السبب وهو أيضا الحل ؛ لا دخل فيه لسياسات دولة ولا لأداء حكومة وإنما الاسرة المصرية النموذج فى عدد أطفالها المساوى لقدراتها على توفير الرعاية المتكاملة لأبنائها.