الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
المجتمع تجاه ثقافة المرأة

المجتمع تجاه ثقافة المرأة

المرأة مهما بلغت بها الثقافة والمركز العلمى تظل النظرة الرجولية مسيطرة خاصة بالمجتمعات العربية ،لاتزال النظرة لها فيها قلة تقدير لها ... بالمجتمع العربى نادرًا ما يتفهم الزوج ويتقبل نجاح زوجته لأنه تربى على عقلية الذكر الطاغى، بدأت مؤخرًا فكرة تقبل الزوج للزوجة المثقفة.



إذا كان الطرف الثانى ذا فكر إيجابى وثقة إيجابية، هنا يكون مصدر دعم لتقدم المستوى الثقافى والبحث فيه وحتى إعطاءه، والعكس صحيح، أما إذا تكلمنا من منظور مجتمعنا، فإن التقدم دائمًا يرضخ لقوانين العادات والتقاليد والغيرة، وهذه الأخيرة تنقص من شغف المثقف فى الاستمرار خاصة المرأة، فهى دائمًا تفضل الحفاظ على العلاقات لأنها مصدر قوة وهنا تكون أمام خيارين إما أن تختار العلاقة ( طبعًا العلاقات الشرعية كالأخوة أو الزوجية) أو تختار تقدمها الثقافى …

“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

إن اللّـه سبحانه وتعالى وضع أسسًا قوية ومتينة لترتيب وتبويب العلاقة بين الرجل والمرأة كما يشير فى محكم كتابه الكريم أن المرأة خلقت من نفس الرجل... إذًا أى تقصير وعدم احترام أو اعتداء على شخصها وأفكارها يرجع على الرجل ذاته وكأنما يهين ذاته.

فى مجتمعنا الشرقى الرجل لايسمح نهائيًا بنجاح زوجته حتى وإن تحلى بالشعارات المدنية الزائفة، نجاحها يمغصه ويكاد يجن مع كل تقدم لها، يفرح لها ويبارك نجاحاتها إذا كان هو مازال يحتفظ بالمقدمة ولم تقترب هى من منافسته بعد. 

اعتقد أن الغيرة الذكورية كانت من أكثر أسباب فشل العلاقات الزوجية.. لكل قاعدة شواذ ولكن حتى كل من شذ عن هذه القاعدة كان عبارة عن رجل تحكم فى انفعالاته خارجيًا فقط أما داخليًا فهو يبغض نجاحها.

ولكن طبيعة الرجل الشرقى وسلوكه بما فِيه التناقضات، فى وقت يكون ذلك الرجل الغيور والشجاع والشهم والمثالى وبأوقات أخرى يصبح ذلك الرجل الرجعى الذى تسيره العادات والتقاليد وتكبل أفكاره وسلوكه.

 بالإضافة إلى مدى قناعة ورضا كل طرف بالشريك وكل ما يتعلق به، وبأن كل منهما يكمل الآخر، أو سيطرة أحد الطرفين على الآخر نتيجة الجهل وعدم المعرفة، أو رغبة أحدهما بإلغاء رأى الطرف الأقل ثقافة والاستخفاف به لمجرد أن الأول على قدر أعلى من الثقافة والتعليم واعتقاده بأنه يحتكر المعرفة فى كل المجالات.

بالإضافة إلى العامل العاطفى ومدى استمراره وطبيعته، فمنهم من يعتبر الحب امتلاكًا للآخر، ومنهم من يعتبره فسحة أمل إيجابية وانعكاسًا له، أو العلاقة الأسرية بين الأخ والأخت واقتناع كل منهما بالطرف الآخر والأفكار والثقافات التى يحملها بغض النظر عن الفروقات الثقافية والتعليمية وغيرها.