الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فلوس المعونة والشيخ حسان

فلوس المعونة والشيخ حسان

شاهدنا الشيخ محمد حسان فى الأسبوع الماضى وهو يدلى بشهادته أمام محكمة الجنايات فى القضية الشهيرة بخلية داعش إمبابة، والتى استشهد فيها المتهمون بآراء وفتاوى الشيخ حسان والشيخ محمد حسين يعقوب، وقد جاءت شهادة الشيخ حسان كما جاءت شهادة الشيخ يعقوب فقد تنازل هو الآخر عن جميع أفكاره وآرائه وقد تبرأ من جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة التى كان يدافع عنها وقت حكم الإخوان وقبلهم والشاهد على ذلك التسجيلات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى بالصوت والصورة والمعروف أن الشيخ حسان تحديدًا كان من المقربين من الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسى والحقيقة أن رأى الشيخ حسان لم يكن مفاجئًا لأن الشيخ يعرف جيدًا كيف يتلون ويخرج من أفكاره بأسانيد وأدلة دينية تجعله بعيدًا عن الشبهات.



ولكن الأهم من آرائه وأفكاره أن يوجه له سؤال أين ذهبت أموال صندوق المعونة أو صندوق العزة الذى أطلقه الشيخ حسان وقت حكم الإخوان خاصة بعد أن أكد الراحل الدكتور صلاح جودة الخبير الاقتصادى قبل وفاته فى تسجيل مصور على إحدى القنوات بأن الشيخ حسان اعترف له بأنه جمع أكثر من 60 مليون جنيه للصندوق فى أقل من شهر وتساءل يومها الدكتور جودة أين ذهبت هذه الأموال ومن الذى تبرع بها وحتى الآن ومنذ عام 2013 أى أكثر من 8 سنوات لم يرد الشيخ على هذه الأسئلة ولا يعرف أحد أين ذهبت هذه الأموال؟.

الشيخ حسان لم يكتف بالدعوة للتبرع لصندوق العزة البديل للمعونة الأمريكية بل أطلق وقتها مبادرة أخرى مفادها اتبرع ولو بجنيه واحد لتسليح جيش سوريا الحر للقضاء على الرئيس السورى بشار الأسد، ونظامه ومعاونيه وشبيحته كما كان يطلق عليهم وخرج مرارًا وتكرارًا فى القنوات الفضائية وما أكثرها وقت حكم الإخوان لحث الشعب المصرى على التبرع من أجل تحرير سوريا ولا يعلم أحد أيضًا من الذى جمع هذه الأموال ومن الذى تبرع بها وأين تم صرفها هل ذهبت إلى جيب الشيخ حسان أم ذهبت إلى أيدى الجماعات الإرهابية سواء الذين سافروا إلى سوريا أو من قاموا بعمليات تفجيرية داخل البلاد.

الشيخ حسان وقف أكثر من مرة ينادى بأعلى صوته حى على الجهاد فى سوريا مشجعًا الشباب خاصة صغير السن للسفر لتحرير سوريا من نظام بشار الأسد، وقد عقد مؤتمرًا فى هذا الوقت فى مدينة السويس تحت عنوان إنقاذ سوريا ومعه شيوخ السلفية ينادون بتحرير سوريا.

لكن الغريب أن هؤلاء الشيوخ حسان ويعقوب وقفوا أمام المحكمة ليؤكدوا أنهم مع الدولة ومع نظام الدولة وأنه لا يجوز الخروج على الحاكم وهم أول من نادوا بالجهاد ضد الأنظمة العربية فى سوريا وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية ولم يدفع أحدهم بأحد أبنائه وهم يملكون من الأبناء العشرات للسفر للجهاد فى تلك الأماكن فهم حرضوا الشباب صغير السن الذين صدقوهم ولم نشاهد أو نسمع أن أحدًا من أبنائهم أو أحفادهم خرجوا للقتال فى هذه الدول.

شباب مصر الصغير خرج ولم يعد منهم أحد فمنهم من قتل ومنهم من أصيب ومنهم من يعانى فى غيابات السجون وأبناء هؤلاء الشيوخ وأحفادهم يقيمون فى قصور فارهة ويمتلكون أحدث السيارات وأفخمها ولا أحد يدرى هل هذه القصور والفيللات والسيارات من فلوس المعونة وفلوس حى على الجهاد فى سوريا أم أنها كانت تأتيهم من جهات أخرى الله تعالى أعلى وأعلم.