الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
بليغ حمدى يكشف السر: عدم غناء أم كلثوم ألحان فريد الأطرش!

بليغ حمدى يكشف السر: عدم غناء أم كلثوم ألحان فريد الأطرش!

كان إحدى أمنيات الموسيقار الكبير «فريد الأطرش» أن تغنى السيدة أم كلثوم أغنية من تلحينه، وكانت نفس الأمنية عند كوكب الشرق أم كلثوم!! ومرت السنوات دون أن يلتقى صوت «أم كلثوم» مع موسيقى وألحان «فريد الأطرش». الحكاية تدعو للدهشة والتساؤل حتى الآن، هناك أكثر من تفسير لهذا الخصام الفنى بين «ثومة» و«فريد» منها ذلك التفسير الذى قدمه الموسيقار العبقرى بليغ حمدى.. فى مقال رائع كتبه بعد فترة من رحيل «فريد الأطرش»، وكان بعنوان «دفاع عن الضياع الحضارى».



والمقال قصيدة حب وعرفان وامتنان للدور الكبير الذى لعبه فريد فى حياتنا الفنية: ملحنًا ومطربًا وممثلًا.

يقول «بليغ حمدى»: إن نجاح الفنان فريد الأطرش كان يكمن بالدرجة الأولى فى أنه جعل الجمهور منذ لحظته الأولى يحس تمامًا بوجوده وبتأثيره فى الغناء العربى والموسيقى الشرقية، وبعد ذلك بمساهمته فنيًا فى تشكيل ذوق المستمع العربى لفترة زمنية طويلة.

إن فنانًا يمتلك موهبة فريد الأطرش وقدرته وتفوقه وإحساسه كان يستطيع أن يعطى المكتبة العربية أضعاف أضعاف ما أعطاه.. كان يستطيع أن يفعل ذلك فى ألحانه وأغانيه وحتى فى أفلامه، إن من يرى ويسمع اسكتشاته الموسيقية والغنائية الجميلة فى أفلامه السينمائية يحس على الفور أن بذرة النجاح الضخم فى المسرح الغنائى كانت موجودة فى فن فريد الأطرش.

إن التفسيرات لذلك كثيرة ولكننى شخصيًا مقتنع بتفسيرين أو بسببين، السبب الأول هو أن إقبال فريد الأطرش على الحياة وحبه لها قد استهلك جزءًا كبيرًا من وقته، بحيث إنه كان مشغولًا أساسا بيومه.. وليس بالتفكير فى مستقبله.

والسبب الثانى كان هو طبيعة شخصية فريد الأطرش نفسه، أن فريد كان معتزًا للغاية بنفسه وعنيدًا إلى آخر مدى حتى فيما لا يخدم فنه هو!!

إن هذا هو السبب فى أن «أم كلثوم» لم تغن من ألحانه! إن فريد الأطرش لم يعرف كيف يتعامل مع سيدة الغناء العربى أم كلثوم، لقد كانت له طريقته فى التعامل.. وهى طريقة كانت - فضلا عن اقتناعه بها - جزءًا من شخصيته!

هذه الطريقة هى التى جعلته يرى مثلًا أن فنانًا كبيرًا وناجحًا وشعبيًا مثله لابد أن يكون له حق اختيار الكلمات التى يلحنها لكى تغنيها أم كلثوم!

وأم كلثوم من جانبها كانت ترى أن من حق فنانة فى مكانتها أن تختار الكلمات التى تتفعل بها والتى تعطيها لملحن كى يلحنها.

ولهذا السبب لم يتم هذا اللقاء الفنى الذى كان منتظرًا وممكنًا!!

لقد اختار فريد الأطرش قصيدة الأخطل الصغير «وردة من دمنا» لكى يلحنها ويعرضها على أم كلثوم لكى تغنيها..

إن أم كلثوم لم تغنها.. ليس اعتراضًا على القصيدة ذاتها ولكن لسبب آخر حددته هى بكلماتها: مادام فريد عاوز يلحن لى إذن يلحن لى أغنية حفلة، أغنية تصلح لما أؤديه على المسرح فى حفلاتى!

ولكن فريد رفض أن يفعل ذلك.. إلا إذا غنت له أم كلثوم أولًا أغنية «وردة من دمنا»، لقد اعتبر هذا التصرف من أم كلثوم هو - أولا - إهانة له، أو تقليلًا من شأنه وهو أمر لم يكن صحيحًا بالطبع.. وهو ثانيا تعامل معها بعناد هو فى الحقيقة جزء طبيعى - غير متعمد - من شخصيته.

وأخيرًا يقول بليغ حمدى: وهكذا خسرنا لقاءً فنيًا كان سيصبح مثمرًا جدًا وناجحًا للغاية، ولكن تلك كانت هى طبيعة فريد الأطرش. رحم الله الجميع