الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من العاصمة منف إلى العاصمة الإدارية الجديدة

من العاصمة منف إلى العاصمة الإدارية الجديدة

منذ أيام قليلة قام السيد الرئيس السيسى بزيارة إلى العاصمة الإدارية الجديدة نقلتها شاشة التليفزيون المصرى.



وفوجئت كما فوجئ جميع المشاهدين بحجم الإنجازات الهائل الذى تم انجازة فى فترة قصيرة وعدد العاملين التاريخى غير المسبوق لإنجاز هذا العمل، وشاهدنا أثناء هذه الزيارات ما تم إنجازه فى إنشاء القرية الأولمبية الجديدة ومدينة الفنون والثقافة ودار الأوبرا.

وأيقنت أن مصر فتحت لنفسها عصرًا جديدًا بقيادة الرئيس السيسى المخلص الدءوب رائد نهضة مصر الحديثة، والذى يتابع بنفسه هذا الإنجاز الهائل بجانب الإنجازات الأخرى. 

فى جميع الاتجاهات فى التعليم والصحة والصناعة والزراعة وغيرها، والعمل على رفع مكانة مصر بين دول العالم المتقدم.

وتذكرت وأنا أتابع شاشة التليفزيون الرحلة التى قمت بها أنا وأصدقائى الوزير السابق حسن يونس ورجل الأعمال كمال غنيم إلى جمهورية كازاخستان بناء على توصيتى.

 وزرنا العاصمة الجديدة (استانا) وتمنينا أن يكون لمصر عاصمة حديثة مثلها، وجاء الجواب منذ أيام عندما شاهدت زيارة الرئيس للعاصمة الإدارية الجديدة، والتى ستفوق فى تخطيطها أى عاصمة أخرى.

وتاريخيًا لم تكن القاهرة هى العاصمة الوحيدة لمصر على مر العصور فقد تغيرت عاصمة مصر عدة مرات وتاريخ مصر الطويل المتميز، على مدى خمسة آلاف عام يحكى لنا كيف اختار بعض حكام مصر عواصم حكمهم.

 فالملك مينا عندما وحد القطرين البحرى والقبلى وأنشا أول دولة وأول حكومة مركزية فى تاريخ البشرية منذ أكثر من خمسة آلاف عام أنشأ عاصمة حكمة مدينة منف (البدرشين حاليا)، وموقعها المتميز بين الوجهين القبلى والبحرى وفى عهد الأسرة الفرعونية التاسعة والعاشرة كان مقر الحكم مدينة هيركليوبوليس (اهناسيا) حاليًا ببنى سويف. 

وفى عصر الدولة الوسطى وفى الأسرة الثانية عشرة كانت العاصمة اثيت تاوى (ايطتاوى).

 قرب مدينة اللشت حاليا بالفيوم، وفى عصر الدولة الحديثة والتى شهدت قيام أول إمبراطورية فى تاريخ البشرية فى عهد الملوك العظماء تحوتمس الثالث ورمسيس الثانى.

كانت مدينة طيبة (الأقصر حاليا) هى العاصمة وفى العصر البطلمى والرومانى كانت (الإسكندرية) هى العاصمة، وتحولت بعد ذلك فى العصر الإسلامى الى مدينة (الفسطاط) الذى أنشأها عمرو بن العاص.

ثم تم انشاء مدينة القاهرة عام ٩٦٩م التى أنشأها القائد الفاطمى جوهر الصقلى سنة (969م) شمالى مدينة الفسطاط، وبناها فى ثلاث سنوات وأطلق عليها اسم «المنصورية» ثم جاء الخليفة المعز لدين اللة الفاطمى فى 7 رمضان 362هـ= 11 يونيو 972م، وجعلها عاصمة لدولته، وسماها «القاهرة» وهو اسمها الحالى.

لتكون عاصمة لحكم الدولة الفاطمية وما بعدها الى القاهرة الخديوية فى عصر اسماعيل باشا وبها قصر عابدين مقر الحكم حتى ثورة يوليو ١٩٥٢.

أما عن العاصمة الإدارية الجديدة فهو ذات موقع متميز فهى تبعد عن وسط القاهرة وعن مدينة السويس والعين السخنة حوالى ٦٠ كيلومترا، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة ٢٧٠ ألف فدان أى حوالى ٧٠٠ كيلومتر مربع.

وبها الحى الحكومى والحى الدبلوماسى وحى المال والأعمال والأحياء السكنية المتميزة وأعلى برج فى إفريقيا بارتفاع ٣٨٥مترا، وشبكة مواصلات متكاملة تربطها بالقاهرة الكبرى والمدن المحيطة بها.

والحديقة المركزية بطول ١٠ كيلومترات ومساحة ألف فدان ومسجد الفتاح العليم من أكبر المساجد حول العالم وأكبر كنيسة بالشرق الأوسط رمزا للوحدة الوطنية الخالدة.

وسيبلغ عدد سكانها عند اكتمال نمو المدينة حوالى ستة ونصف مليون نسمة وفرص العمل بها حوالى ٢ مليون فرصة عمل. وأخيرًا اقترح تسميتها بالعاصمة الادارية الجديدة (فتح) فهى تفتح آفاقا جديدة، وتشكل جسرا حضاريا يعمل على خلق كيان سياسى، واقتصادى وثقافى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتوفير مناخ اقتصادى مذدهر وتنمية مستدامة.

لتصل مصر إلى مكانها المتقدم المستحق بين دول العالم المتحضر بقيادة الرئيس السيسى رائد عصر النهضة الحديثة.  وتحيا مصر ...