الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكام مصر صناع التاريخ الملك مينا

حكام مصر صناع التاريخ الملك مينا

كلمه مينا تعنى (يشيد، يبنى او يؤسس)باللغة المصرية القديمة وفى اللغة القبطية (ثابت, راسخ، مكين اوباق)تعنى،  يعتبر الملك مينا أو نارمر كما كان يطلق عليه أيضا هو من أهم وأبرز فراعنة مصر ، حيث إنه يعتبر مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى عام3200 ق م 



وفقاً لقوائم الملوك القدماء ومن بينها لوحة «أبيدوس» التى تضم أسماء جميع الملوك منذ الأسرة الأولى حتى الملك «سيتى الأول» مرتبة ترتيباً زمنياً) وكذلك بردية «تورين» الموجودة بمتحف «تورين» بإيطاليا، وسجلات «مانيتون»  (الكاهن المصرى الذى عاش قبل الميلاد ، وقسم التاريخ إلى أسرات، وطبقا أيضا للوحة موكب الكهنة الحاملين لأسماء ملوك الوحدة   الموجودة بمعبد الرامسيوم, ولوحة نارمرالشهيرة المكتشفة عام 1898فى منطقة الكوم الأحمر التى تقع فى شمال مدينة إدفو , وهى موجودة الآن بالمتحف المصرى, وتظهر نارمر حاملا شعارى الوجه البحرى والقبلى رمزا لوحدة البلاد وتدعيماً للوحدة تزوج «مينا» بأميرة من الشمال (الوجه البحرى)

 وهى المعروفة لنا باسم «نيت حتب»

وقد أنجبت هذه الملكة ابناً هو (حور عحا) أو (حورس المحارب) الذى أصبح فيما بعد ثانى ملوك الأسرة الأولى.

 بدأ الملك مينا بعد توحيد البلاد تأسيس أركان الدولة فاستعمل  الكتابة باللغة الهيروغليفية فى جميع المعاملات  المختلفة، وقد بدأ أيضا باستعمال الأحجار والصخور المختلفة فى جميع عمليات البناء والتشييد المختلفة وذلك بدلا من استعمال الطوب اللبن فى عمليات البناء والتشييد، كما وضع أقدم النظم التشريعية فى التاريخ الإنسانى عندما جعل قانون تحوت، إله الحكمة، القانون الموحد السائد فى مصر بكاملها. 

وهو الذى أسس أول عاصمة لمصر الموحدة أسماه «من - نفر» ( الميناء الجميلة), واختار لها مكاناً يربط بين الشمال والجنوب وهى التى عرفت فيما بعد باسم «منف» 

(وهى حالياً قرية ميت رهينة بمركز البدرشين محافظة الجيزة) وقد أطلق عليها اليونان اسم 

«منفيس» وحرفها العرب إلى منف..أقام «مينا فى العاصمة أول حكومة مركزية قوية واستطاعت هذه الحكومة المركزية القوية تكوين جيش قوى ومنظم لحماية البلاد، وتأمين حدودها من غارات الأعداء الذين كثيراً ما كانوا يطمعون فى خيرات البلاد.

 وهو أول من قام بترويض نهر النيل..‏ حيث أقام أولى عمليات 

شق الطرق وإقامة الجسور على النيل‏،‏ بل أنه أغلق فرعا للنيل حتى يصب الفيضان فى المجرى الرئيسى لتسهيل النقل والملاحة ‏.ويُعتبر الملك مينا أحد أبرز الملوك المؤسّسة والمؤثّرة فى التاريخ المصرى القديم، إذ إنّه صاحب أول مبادرة صلح واتفاقية سلام فى العالم، وهو أول من جلس على العرش فى التاريخ.

   استمر حكم الملك مينا لمصرمدة62 عاما مليئة بالانتصارات والإنجازات المختلفة، ولقد

 استطاع الملك مينا خلال هذه الفترة أن يحارب الأعداء واستطاع أن يحمى البلاد ويحافظ على حدودها من الغارات المختلفة من النوبيين وأيضا من الليبيين , وخلال عهده ، كان لمصر وجودًا اقتصاديًا نشطًا فى جنوب كنعان (فلسطين).وهذه الفترة من حكم مينا  مُوَثّقة بمواقع أثرية فى كل أنحاء مصر, وتوجد آثار الملك مينا فى أغلب المتاحف المشهورة منها متحف برلين والمتروبوليتان للفنون بنيويورك ومتحف الفنون ببوسطن ومتحف أشموليان   باكسفورد بالمملكة المتحدة.

 وبسبب إيمان الشعب بقوته وشجاعته، أطلق عليه عدة ألقاب هى (موحد القطرين-صاحب التاجين-نسر الجنوب-ثعبان الشمال).

وعندما كان مينا فى زيارة لمنف فى رحلة للصيد ومعه بعض حراسه, أغراهم كثرة الصيد فتوغلوا فى الأحراش, وابتعد مينا وحيداً وهو يتبع أحد أفراس البحر المفترسة وعندما أخطأ هدفه انقض عليه فرس البحر فقتله. 

وتوفى الملك مينا بعد أن أنشأ أول دولة وحكومة مركزية فى تاريخ البشرية والتى تعتبر أيضا أول لبنة فى بناء الحضارة الإنسانية, ولذلك أطلق لقب (ام ألدنيا) على مصر باعتبارها مهد الحضارة الإنسانية.