الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحمد بهاء الدين وكعكة فاتن حمامة!

أحمد بهاء الدين وكعكة فاتن حمامة!

ما أكثر المرات التى كان أستاذنا الكبير «أحمد بهاء الدين» يترك غابة الكتابة فى السياسة ويستريح فى حدائق الفن والسينما.. فيكتب لقطات قصيرة أو مقالات عن فيلم شاهده أو فنانة يعتز بها ويقدرها..



كانت سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» على رأس هؤلاء الفنانات بدون منازع، ويقول عنها فى حوار مهم مع د.عمرو عبدالسميع «أكتوبر 1984»:

فاتن حمامة هى نوع من الفنانين الذى يمكن للمرء أن يشم موهبته عن بُعد، وهى مرجع لا يمكن إنكاره فيما يتعلق بالأعمال الفنية الكبرى، وعندما كانت مقيمة فى لندن وباريس كانت تشير إلىّ بالذهاب إلى فيلم أو مسرحية معينة، بغض النظر عن كون هذا الفيلم قد حاز شهرة فخمة أو لا، واختياراتها دائما على مستوى راقٍ جدًا، وفاتن أيضا هى نوع من الفنانين الذين يبذلون جهدًا جبارًا فى الإعداد لأعمالهم الفنية، وقد تمر سنوات قبل أن تقتنع فاتن بقصة من عشرات القصص التى تقرأها وترى أنها صالحة للتمثيل.

ولو تأملت الجهد الذى بذلته فى فيلمها الأخير «ليلة القبض على فاطمة» لتتقن اللهجة البورسعيدية لاندهشت وإن كان هذا ليس جوهر التمثيل، إلا أنه دليل على بذلها جهدًا جبارًا، كذلك فعلت فاتن «فى دعاء الكروان» ليس لاتقان لهجة الصعيد فحسب، ولكن لإتقان لهجة منطقة معينة من محافظة المنيا، وهى التى دارت فيها أحداث الرواية، أن فاتن نموذج يندر أن يتكرر فى مجاله».

ومن أطرف وأجمل مقالات الأستاذ «بهاء» عنها مقاله الممتع «كعكة فاتن حمامة» حيث يقول:

مساكين الممثلون والممثلات! مساكين على الأقل بسبب الأسئلة التى لا ترحمهم الصحف من توجيهها!!

تسأل مجلة «سامية جمال» مثلا: ما هى الكتب التى تقرأين فيها؟! وتهز «سامية جمال» رأسها وتحاول أن تتذكر أصعب اسم تسمع عنه ثم تقول: قرأت مؤلفات الأستاذ «العقاد»، ولا حاجة بى إلى القول طبعا بأن «سامية جمال» لم تقرأ حرفًا واحدًا للعقاد!!

وفاتن حمامة «كلما سألتها جريدة أو مجلة عن صنف الطعام الذى تجيد طهيه ردت بطريقة لصنع «الكيك»، وأردت أن أعرف أن «فاتن» تجيد حقًا صنع هذا الكيك وقبلت فاتن التحدى! وعندما فتحت لنا باب شقتها ودخلت الزميلتان الصحفيتان «خيرية خيرى» و«انجى رشدى» وأنا، قابلتنا رائحة نفاذة قوية لكعكة شهية وقالت فاتن الكيكة فى الفرن وبعد دقائق ستأكلون أصابعكم وراءها!

ومضى الأستاذ «بهاء» يقول: وفاتن تلزم بيتها الآن أغلب الوقت بعد أن أعلن الحادث السعيد الذى تنتظره عن نفسها بشكل ظاهر!

وإذا ناقشت فاتن عن الممثلين والممثلات فى مصر فهى لا يمكن أن تكون صريحة ومهما استدرجتها فهى تحاول أن تكيل كلمات المدح لهذه وتلك، حتى لو سألتها عن سيدة تدعى التمثيل كفاتنة المعادى كريمة فسوف تحاول أن تجد فيها ميزة بأى شكل! ولكن فاتن تنطلق فى الحديث عن الممثلين والممثلات الأجانب، إنها هنا تكون سريعة النظرة عميقة الحس فى الحكم على أدائهم المختلف الأدوار، وهى تعزز وجهة نظرها فى المنافشة بتقليدهم، فتقلد «مارلين براندو» مثلا لكى تثبت لك إنه ليس بالممثل القدير لأنه يؤدى الموقف بحركات كثيرة مبالغ فيها، فى حين أن الممثل الناجح يؤدى مواقفه، ويبرز انفعالاته بأقل وأبسط عدد من الحركات!!

ونظرت فاتن إلى ساعتها وقالت: الآن تجىء الكيكة!!

واختفت فى المطبخ قليلًا ثم عادت، وهى تحمل الكيكة كأنها تحمل تاجًا من الماس، وأمسكت السكينة، وشقت به قلب الكيكة وقد سال لعابنا حقًا من رائحتها.. ثم كان قلب الكيكة كالعجين، وهى لا تصلح لا أن تؤكل لا بالشوكة ولا بالملعقة ولا بأى أسلوب».

ويختتم الأستاذ بهاء مقاله بالقول: وعدت لانبه على المحرر الفنى لصباح الخير بأن لا يسأل فاتن حمامة أبدًا عن أصناف الطعام التى تجيدها!!.