الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الملك خوفو

الملك خوفو

الفرعون خوفو ثانى ملوك الأسرة الرابعة، الذى تبع ابيه الفرعون سنفرو على العرش، وأمه الملكة حتب حرس الموجود قبرها فى مقابر الجيزة. 



هو مشيد الهرم الأكبر على هضبة الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم والوحيد منها الذى مازال شامخا إلى الآن، وكان أعلى بناء حجرى فى العالم حتى بناء كاتدرائية فى عام 1350 والتى وصل ارتفاعها إلى 160 مترا، ولكن هرم خوفو هو أضحم مبنى من صنع الإنسان حتى الآن فى تاريخ البشرية. أطلق على الهرم اسم (آخت خوفو) بمعنى أفق خوفو، وشيد سنة 2650 ق.م. وقد أشرف على بنائه وزيره ومساعده الأول حم إيونو والذى يوجد تمثاله بمتحف رومر-بيليسوسبهيلدسهايم بشمال ألمانيا.

 تذكر بردية تورينو وهى من عهد الدولة الحديثة وتعتبر من أهم الوثائق بالنسبة لتتابع ملوك مصر أن خوفو حكم مدة 23 عاما، وتختلف التقديرات فى معرفة فترة حكمه بالضبط كما ذكر فى وقت الأسرة الرابعة أن مدة حكمه كانت « 17 تعدادات (حيث كان فى العادة يتم تعداد لأعداد الماشية ومساحات الأراضى بغرض فرض الضرائب) وكان التعداد يتم عادة كل سنتين - ولكنه كان أحيانا يتم كل سنة - فإذا كان التعداد كل سنتين بانتظام فى عهد خوفو فتكون فترة حكمه 34 سنة.

يذكر من عهد خوفو بعثتان: واحدة منهما أرسلها على منطقة واحة الداخلة فى الصحراء الليبية، والأخرى إلى سيناء بغرض الحصول على الفيروز والنحاس. وتذكر كتابات هيروغليفية توجد منقوشة فى الصخور على بعد 50 كيلومترا غرب واحة الداخلة «جبل ماء جد-ف-رع» - نسبة إلى الإله رع الدائم. وبحسب تأريخ تلك البعثة فقد تمت فى «عام 12 من التعداد»  وهذا ما يعادل العام 24 من حكم خوفو؛ وفى تاريخ ثانى «عام 13 من التعداد» وهذ يعادل العام 26 من حكم خوفو - باعتبار أن التعداد كان يتم فى مصر كل سنتين.

كذلك وجد اسم خوفو فى محاجر الديوريت بالقرب من أبوسمبل ويبين نقش على الصخر فى وادى المغارة بسيناء تشكيلا لخوفو كحامى المناجم. وقد عثر مؤخرا فى عام 2011 بالقرب من وادى الجرف على البحر الأحمر آثار ميناء، تدل المخطوطات التى وجدت على أوانى فخارية هناك أنها من عهد أوائل الأسرة الرابعة، أى هناك احتمال كبير أنها أسست فى عهد خوفو.

كذلك تمت فى عهد خوفو بعثات تجارية إلى فينيقيا وكانت ترسو البعثات البحرية فى جبيل (بلبنان حاليا). وقد عثر فيها على شقفات أوانى من الألبستر وعلى بلطة من النحاس تحمل اسم الفرعون خوفو.

فى غرب الهرم الأكبر -هرم خوفو- توجد مقابر كبار رجال الدولة الذين كانوا يتابعون بصفة رئيسية أعمال البناء، وكان من أكبر المهندسين الذين قاموا ببناء هرم خوفو حم إيونو الذى كان ابن أخ خوفو. وكان متقلدا فى نفس الوقت أعمال «الوزير»، كما حمل لقب «ناظر جميع أعمال فرعون» أى أنه كان المسؤول عن يناء هرم خوفو وما يحيط به من منشآت. يبلغ طول جانب الهرم الأكبر 230 مترا مربعا الشكل ويبلغ ارتفاعه فى الأصل 147 مترا. وبفعل عوامل التعرية سقطت قمته فأصبح ارتفاعه حاليا نحو 137 مترا.

 اما عن معجزه اقامه هذا الصرح العظيم فقد قام العمال المصريون القدماء بقطع ونقل ورفع اثنين ونصف مليون من الأحجار لبنائه، يزن كل منها نحو 2 طن. وكان العمال المصريون يقطعون الحجر الجيرى من محجر قريب فى هضبة الجيزة. ولبناء حجرة التابوت وما لها من سقف وتسقيفات تسمى «تسقيفات خفض الضغط» فقد استخدم المصرى القديم لها أحجارا من الجرانيت أحضروه من محاجر أسوان ونقلوه على نهر النيل حتى الجيزة .. ويقدر نحو 25.000 من العمال المتخصصين كانوا يعملون فى أنشاء الهرم الأكبر، وكان المديرون يوفرون لهم الطعام والشراب والملبس ولأسرهم. وكانت أسرهم تعيش مع العمال فى مدينة أنشئت خصيصا لهم، بها مطاحن ومخابز، ومذابح لإطعام العمال وأسرهم  بل عثر أيضا فى منطقة الجيزة على مومياوات لعمال كانو مصابين بكسور، ولكن عولجت الكسور، مما يدل على أن العمال الذين كانوا يعملون فى بناء الأهرام كانت لهم رعاية صحية تحافظ على سلامتهم وعلاجهم عند الضرورة.

يوجد على الناحية الشمالية على الهرم المدخل الأساسى للهرم، وقد بنى أسفله نفق خلال القرن التاسع بعد الميلاد بأمر من الخليفة المأمون بغرض الوصول إلى داخل الهرم. يوجد فى الهرم الأكبر ثلاثة حجرات: الحجرة الأولى تحت الهرم مبنية فى الأرضية الصخرية، والحجرة الثانية تسمى «غرفة الملكات» وهى عالية فى قلب الهرم، والحجرة الثالثة ويوجد فيها تابوت خوفو وهذه تعلو حجرة الملكات ويوصل بينهما ما يسمى «الدهليز الكبير». يبلغ مقاييس تابوت الجرانيت 2,28 × 0,98 × 1,05 متر. حجر التابوت وغطاؤه أحضر من أسوان ووضعا فى مكانهما أثناء أعمال البناء، لأن مقاييس الأنفاق أصغر من ذلك ووزن التابوت كبير. لم يعثر على مومياء فى الهرم ولا عتاد ولا أثاث. فقد سرقت خلال العصور المتعاقبة.