الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أسرار فى حياة أحمد بهاء الدين!

أسرار فى حياة أحمد بهاء الدين!

كل يوم أكتشف حكاية جديدة مدهشة بطلها الأستاذ الكبير» أحمد بهاء الدين« ولم يسبق لى أن قرأتها أو حتى سمعت بها..



هذه المرة يكشف الحكاية المستشار »عبدالحميد يونس«  فى كتابه الممتع «نجوم فى حياتنا» فى مقال عنوانه «أحمد بهاء الدين كما عرفته» قال فيه:

«أحمد بهاء الدين عبدالعال شحاتة، كنا طلبة صغار فى كلية الحقوق، خرجنا من الثانوية حيث المجتمع المغلق إلى جامعة فؤاد حيث الندوات والخطب السياسية وزاملنا لأول مرة فى حياتنا عدد من الفتيات!

اسم بهاء لم يكان مألوفًا ولا معروفًا، تشير الأصابع إلى شاب نحيل القوام ضئيل الجسم، قليل الاختلاط بعيد عن المجتمعات اسمه «أحمد بهاء الدين عبدالعال شحاتة» ويعرف باسم «بهاء»، تقول المعلومات عنه أنه يكتب فى الصحف والمجلات ويقرض الشعر ويهوى الموسيقى، وينتمى على خفيف - إلى فكر الحزب الوطنى القديم، حزب مصطفى كامل! عرفته حينذاك معرفة لم تتعد السلام، فهو قليل الكلام خجول خافت الصوت، وهو ولد على بنات خمس يكبرنه وأبوه يعمل فى إدارة القضايا بوزارة الأوقاف.

انتهت فترة الدراسة وانتظمت فى سلك المحاماة أما «بهاء» فقد عمل مفتشًا للتحقيقات بوزارة التربية والتعليم وكانت تعرف باسم وزارة المعارف.

فى هذه الفترة توثقت صلتنا أكثر فقد جمعنا حب الصحافة لأنه كان يعمل فى مجلة «الفصول» التى يصدرها «محمد زكى عبدالقادر» ثم «روزاليوسف» وكنت أعمل فى أخبار اليوم.

وقال لى أحمد بهاء الدين مرة أنه فى عمله كمفتش للتحقيقات ذهب مع رئيسه المستشار مصطفى درويش للتحقيق فى قضية فى أحد بلاد الوجه البحرى، ونظرًا لصغر جسم «بهاء الدين» فقد جاءت شكوى إلى الوزير أن «مصطفى درويش» اصطحب معه ابنه الصغير على حساب الحكومة، مع أن بهاء يومها عضو فى إدارة التحقيقات!

وفى قرار واحد صدر تعييننا وكلاء للنيابة الإدارية وعمل فى المكتب الفنى، أما أنا فكملت فى مصلحة الاستعلامات.

ولم يمض وقت طويل حتى ترك العمل فى سلك القضاء وتفرغ للعمل فى الصحافة، حيث عين رئيسًا لتحرير صباح الخير، وكان أصغر رئيس تحرير يتولى مسئولية مجلة أسبوعية. يوم الجمعة من كل أسبوع كان لنا لقاء فى دار «روزاليوسف» القديمة بجوار مجلس الوزراء، بابه مفتوح دائمًا لا يغلق، والناس تروح وتغدو من داخل إلى خارج، كُتاب شعراء.. فنانون.. ممثلون، وهو قابع فى كرسيه والغرفة كخلية نحل بما يدور فيها من صخب وجلبة وهو جالس فى موقعه تحسبه نائمًا ولكنه حاضر الذهن متقد الذكاء كله حضور.

ويمضى المستشار عبدالحميد يونس قائلًا : أجمع الناس قاصيهم ودانيهم، محبوه وكارهوه على أن عموده اليومى فى الأهرام هو أغلى وأثمن ما يكتب كل صباح، ولو أردت أن تحذف سطرًا واحدًا من المكتوب لاختل المعنى وسقط البناء، فقد كان أقرب أن يكون «صانعًا» ينتقى الكلمات ويفتش عن اللفظ المعبد الدقيق، فتخرج الفكرة متماسكة الأطراف محبوكة الصياغة.

بعد عودته من الغربة كان لنا لقاء كل صباح جمعة فى نادى الجزيرة وسط مجموعة كبيرة مختلفة المذاهب متباينة المشارب لكل منهم اتجاه خاص وتفكير منفرد، وكان وسطنا كالزاهد فى الكلام، المتعبد فى محراب الإصغاء والاستماع، وفى الوقت ذاته إذا انطلق فى الكلام فهو كالتيار الجارف أو السيل المنهمر وكل ذلك بصوت هادئ فأنت لا تكاد تسمعه إلا إذا أرهفت السمع.

ومعرفتى بأحمد بهاء الدين تجعلنى أقر إننى رأيت اثنين فى منتهى الجدية، ومع ذلك كانا يضحكانى من صميم القلب بما لديهما من وقفات نادرة وقفشات لاذعة تستوقفهما ويعيدان سردها بما يجبرك على الضحك، ويتم ذلك رغم أن سمات كل منهما - فتحى رضوان وأحمد بهاء الدين - الجدية التامة بلا مزاح أو هزل أو عبث».