الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أكتوبر المجيد بانتصاراته «2-1»

أكتوبر المجيد بانتصاراته «2-1»

سميت الحرب فى مصر حرب السادس من أكتوبر تيمنًا بالشهر الميلادى الذى نشبت فيه الحرب أو حرب العاشر من رمضان تيمنًا بالشهر الهجرى الموافق لنفس التاريخ.



وتعرف الحرب فى سوريا باسم حرب تشرين التحريرية تيمنًا بالشهر السريانى الموافق لتاريخ الحرب، فيما تعرف الحرب فى إسرائيل باسم حرب يوم الغفران.

وقد كانت إسرائيل تحتل شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التى كانت تحت الحكم الأردنى وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكرى مصرى..

بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973م الموافق 10 رمضان 1393هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصرى على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السورى على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وقد ساهمت فى الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكرى أو الاقتصادى، حينها وضحت مرحلة الصمود، ثم المواجهة والدفاع، حتى مرحلة الردع والحسم.

عام 1973 قرر الرئيسان المصرى أنور السادات والسورى حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التى خسرتها الدولتان فى حرب 1967، فقرر مجلس اتحاد الجمهوريات العربية تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل على قائدًا عامًا للقوات الاتحادية، ثم بدأ تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية المكون من 13 قائدًا، وذلك للبت فى الموضوعات العسكرية المشتركة والاتفاق النهائى على موعد الحرب، واتفق فى هذا الاجتماع على بدء الحرب فى أكتوبر 1973

ثم تم الاتفاق على أن يكون يوم 6 أكتوبر هو يوم عبور خط بارليف، وهو سد ترابى أنشأه الإسرائيليون على الضفة الشرقية لقناة السويس، بهدف منع عبور أى مركبة برمائية من القناة إلى الضفة الشرقية، كما كانت تتواجد حصون مدفونة فى الأرض وذات أسقف يمكنها تحمل قصف المدفعية وكانت تحيط بها الألغام والأسلاك الشائكة الكثيفة لتصعب مهمة الاقتراب منها، وتمكينها من غمر القناة بالنيران الكثيفة لمنع أى مهمة عبور للقوات المصرية. وبين تلك الحصون كانت هناك مرابض للدبابات يفصل بين كل منها 100 متر يمكن للقوات الإسرائيلية احتلالها فى حالات التوتر لصد الهجمات، كما تم تزويد تلك الحصون بمؤن وذخيرة تجعلها تكتفى ذاتيًا لمدة سبعة أيام، وتم تأمين وسائل اتصالها بشكل جيد مع قياداتها بالخطوط الخلفية.…

حينما تولى السادات منصب الرئاسة عام 1970 لم تكن القيادة العسكرية المصرية تمتلك خططًا عسكرية لمهاجمة القوات الإسرائيلية، والتى تحتل شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة منذ حرب 1967.

ثم بدأ الإعداد للخطط الهجومية المصرية عقب تولى الفريق سعد الدين الشاذلى منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والذى بدأ مهام عمله بدراسة الإمكانيات الفعلية للقوات المسلحة المصرية ومقارنتها بالمعلومات المتاحة عن قدرات الجيش الإسرائيلى وذلك بهدف الوصول إلى خطة هجومية واقعية تتماشى مع الإمكانيات المتاحة للقوات المصرية فى ذلك الوقت…

انتهى الشاذلى من دراسته وطبقًا للإمكانيات المتاحة بأن المعركة يجب أن تكون محدودة وأن يكون هدفها عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف ثم اتخاذ أوضاع دفاعية جديدة إلى أن يتم تجهيزها وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض، ثم عرض الشاذلى فكرته على وزير الحربية الفريق أول محمد صادق، إلا أنه عارضها بحجة أنها ستبقى أراضي سيناء بالإضافة إلى قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلى، فضلًا عن أنها ستخلق وضعا عسكريا أصعب من الوضع الحالى الذى يستند إلى قناة السويس، باعتبارها مانعا مائيا جيدا، وكان يرغب فى التخطيط لعملية عسكرية هجومية تهدف إلى تدمير جميع القوات الإسرائيلية فى سيناء لتحريرها هى وقطاع غزة فى عملية واحدة ومستمرة.

فى نهاية المطاف وبعد نقاشات وجلسات مطولة تم الوصول إلى حل وسط تمثل فى إعداد خطتين تهدفان إلى الاستيلاء على المضائق الجبلية فى سيناء بالإضافة إلى «خطة المآذن العالية» التى تهدف إلى عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلاله واتخاذ أوضاع دفاعية واستنزاف إمكانيات الجيش الإسرائيلى لحين القيام بالمرحلة التالية من المعركة. وتم إعداد تلك الخطة فى سرية تامة بعيدًا عن المستشارين السوفييت.