الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 «السقا خاب»

«السقا خاب»

من العوامل التى تؤدى إلى خطأ التفكير وعقم الأحكام عدم الدقة فى استخدام اللغة وإطلاق ألفاظ تحمل أكثر من معنى كما قال الفيلسوف الإغريقى أرسطو، هى نفسها العوامل التى أغرقت الفنان أحمد السقا صباح يوم تكريمه فى منتجع الجونة.



السقا قد خانه التوفيق بل أنه أخطأ - من دون قصد- فى استخدام معنى ملتبس ويحمل إشارات وتلميحات مسيئة لمن سبقوه وبعيدة عن واقع الأمر، مما دفع الجميع إلى وضعه فى لوحة التنشين فى مهرجان أدمن منذ انطلاقه أن يكون فى لوحة التنشين وهذا العام بدأ بحريق لم ينطفئ بل أشعلته فساتين النجمات التى رآها البعض أنها مستفزة لاغرض منها سوى التريند وجذب الإنتباه، ثم زاده اشتعالا تصريح السقا فى سياق المؤتمر الصحفى بعد تكريمه فى اليوم الأول من فعاليات المهرجان.

فالنجم المكرم من حقه أن يتحدث عن إنجازه والمعوقات التى صادفته وبصمات جيله والظروف التى ساهمت فى نجاحهم وتصدرهم شباك التذاكر ولكى يكون قدوة للأجيال الجديدة وأيضا الرد على كل من قلل من ترشحه لنيل جائزة الجونة وهم فى العادة من حزب أعداء النجاح . ولا مانع هنا من توجيه الشكر للمنتج محمد العدل الذى فتح له ولجيله الباب على مصراعيه وكل من ساعده على التألق والنجاح لتصدر المشهد السينمائى مع آخرين شاركوا فى خلق هذه الخلطة السينمائية الجديدة وبأفلام نجحت تجاريا مثل إسماعيلية رايح جاى وهمام فى أمستردام وقدمت مواهب ونجوما بالجملة ولكنها فى الحقيقة لم تضف لتاريخ السينما بمعايير علوم السينما ولم تمثل مصر فى مهرجانات عالمية خصوصا بعد المقارنات التى تلاحقت بين التاريخ الذى ذكره والأفلام العظيمة التى قدمها كبار النجوم فى ذلك الوقت والمهمومة بقضايا وأزمات المجتمع وخرجت للنور من رحم المعاناة ومازال تأثيرها باقيا.

السقا كان من الممكن أن يفتح ملفه السينمائى والحديث عن أفلامه وكيف وصلت موهبته للجمهور وكيف أنه كان جزءاً من تجربة خلقت جيلا جديدا من النجوم رحب بهم الجميع إلى جانب استعراض أحقيته بالفوز بالجائزة والتكريم وليس إلقاء محاضرة عنوانها أحوال السينما قبله وأن» خلقها ضيق» والآن أصبح يعنى «خلقها واسع» و«الحياة خضرا» لأن كل فترة لها ملامحها ونجومها القادرون على رسمها وفقا للمزاج والذوق العام، وكان فى مقدوره التحدث عن ملامح الطريق إلى تصدره سينما الأكشن فى مصر بعد تميزه فيها وأنه أحد نجوم معركة الوعى مع كريم عبد العزيز وأحمد عز والثلاثى على موعد لكتابة تاريخ جديد بعد اختيارهم معا للقيام ببطولة مسلسل الاختيار 3 وأفلام من العيار الثقيل تليق بموهبتهم.

إن حرائق الجونة التى اشتعلت قبل افتتاحه بمعركة يسرا ومدير المهرجان ثم حريق مقر الافتتاح لم تتوقف حتى كتابة السطور والغريب أنها ليست حول الأفلام التى جاء بها المهرجان وهى قوية ومهمة وتستحق إدارة الجونة التقدير على عرضها فى مصر وأن يتوجه قبلة النجوم للتحدث عنها واتجاهات السينما الجديدة والتركيز على الأعمال التى أحدثت جدلا وحصلت على جوائز كبيرة، بدلا من كشف الأزمات الأسرية وعقوق الأبناء وأسعار أزياء النجوم إلى حد الاستفزاز والتى وصلت عند أحد المطربين إلى مليون جنيه وهو ثمن البدلة المرصعة بالأحجار الثمينة، وماخفى فى الأيام القادمة كان أعظم.

■ ■

أخيرا.. ننتظر من مجموعة ساويرس إطفاء الحرائق التى تغطى على فعالياته وتخرج جميعها عن النص، وأن تهتم بالمساهمة فى علاج أزمات صناعة السينما والاستثمار فيها والمشاركة فى إنتاج أفلام تليق باسم مصر وثقل مبدعيها، وتعكس فى الوقت نفسه حجم الإنجازات والمنجزات التى هى على أرض الواقع والمشاركة بها فى مهرجانات عالمية تخلق سمعة جديدة من شأنها تغرى شركات الإنتاج وكبار النجوم للحضور لمصر وعرض إبداعاتها بدلا من الرقص على جثة صناعة كبيرة كانت تنافس صناعة القطن المصرى والمتاجرة فقط ببضاعة أتلفها الهوى.