الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فاتن حمامة ومسلسل إذاعى!

فاتن حمامة ومسلسل إذاعى!

فى صيف سنة 1982 أصبح الإذاعى القدير الأستاذ «فهمى عمر» رئيسًا للإذاعة المصرية خلفًا للسيدة الإعلامية الكبيرة «همت مصطفى»، وتحولت الإذاعة إلى خلية نحل تعمل ليل نهار من أجل تقديم أفضل خدمة للمستمع فى كل مكان.



ويعترف فهمى عمر فى مذكراته المدهشة «نصف قرن من الميكرفون»: وبدأنا نجنى ثمار جهدنا فقد أشاد النقاد وكتاب الأعمدة الفنية بالميكروفون وما يقدمه من برامج خاصة أن شهر رمضان كان على الأبواب، فأردنا أن يكون الشهر حديث المتلقين والسادة النقاد!

ورأينا أن تكون سيدة الشاشة الفنانة «فاتن حمامة» هى نجمة المسلسل الإذاعى الرمضانى فى البرنامج العام وتلقيت منها ترحيبًا عندما هاتفتها لأعرض عليها قيامها ببطولة المسلسل فى شهر رمضان، ودعتنى إلى كوب شاى فى منزلها المطل على النيل بالزمالك، واستقبلنى الصديق العزيز والإنسان الدكتور «محمد عبدالوهاب» زوج الفنانة الكبيرة بالأحضان ذلك أننى كنت أعرف الدكتور «محمد عبدالوهاب» منذ سنوات عديدة عندما كنا نسهر فى حديقة النادى الأهلى أيام الزمن الكروى الجميل، وكان معى فى هذه الزيارة الزميل «على عيسى» - يرحمه الله - الذى سيقوم بإخراج المسلسل وكان معنا أيضًا ملخص لنص من النصوص.

وقالت لى إنها ترحب بأن تكون ضيفة على المستمعين فى مسلسل شهر رمضان، وأنها ستعطينى جوابها بعد أن تقرأ النص، وهنا سألتها عما إذا كان فى ذهنها نص أو قصة ترى أنها تريد أن تقدمها كمسلسل فى رمضان؟!

فأجابت بالإيجاب، وهنا طويت ملخص النص الذى فى يدى وقلت لها: ما كان من الأول وأهلا بالقصة أو السيناريو الذى تريدين تقديمه! وهنا ألمحت إلى قصة كتبتها الأديبة «سكينة فؤاد» وكانت فى تلك الأيام تعمل محررة بمجلة الإذاعة والتليفزيون وأن عنوانها هو «ليلة القبض على فاطمة»، وأنها - أى الفنانة فاتن - معجبة بالقصة ولا مانع لديها من أن تلعب بطولتها ولكن علينا أن نبحث عن كاتب سيناريو يكتبها كمسلسل إذاعى!

وعلى الفور اقترح «على عيسى» اسم الأستاذ «عبدالرحمن فهمى» القصاص والأديب وصاحب العديد من البرامج والدراما الإذاعية، وأبدت الفنانة موافقتها وناقشتها فيمن يقف أمامها كبطل للمسلسل فاقترحت الفنان «شكرى سرحان» يرحمه الله.

ودار دولاب العمل بهمة ونشاط ومع أول يوم فى رمضان أذيعت أولى الحلقات، ولكن فى اليوم التالى مباشرة اتصل بى السيد وزير الإعلام وقال لى: إن هناك احتجاجات كثيرة من السادة نواب بورسعيد على المسلسل لأن الممثلين يتحدثون بلهجة بورسعيدية، وأن السادة النواب غير راضين عنها وعن أداء أبطال المسلسل وقال أيضًا: إنهم سيتقدمون بطلبات إحاطة لإيقاف المسلسل!

فقلت له: دعنى أتفاهم معهم وأننى سأتصل بهم وسألتقى بهم ولو اضطررت إلى السفر إلى بورسعيد، وفى نفس اليوم تلقيت مكالمة تليفونية من الصديق العزيز «السيد سرحان» محافظ بورسعيد يرحمه الله، وقال لى إن السادة النواب فى مكتبه وأنهم ثائرون وأعطى سماعة التليفون لواحد منهم لكى يتحدث معى فإذا به يقول لى بلهجة بورسعيدية: بأه كدة يا سى فهمى وإحنا اللى بنحبك وبنقدرك لما كنت تتكلم علينا كلام حلو فى التعليق بتاعك بتاع الكورة وكنت بتقول شعر فى النادى المصرى وجماهير بورسعيد، كدة برضه تعمل مسلسل بيتريق علينا.

فرديت عليه قائلا: حاشا لله، والمسلسل كله كلام حلو عن بورسعيد وأمجادها وأبطالها، ده أنتم لما تسمعوا الحلقات الجاية حتنبسطوا كتير! ولكنه قال: أحسن يا عم فهمى إنك تكنسل المسلسل، فقلت له: طيب بعد يومين أو ثلاثة وإن مكانش المسلسل هيعجبكم أنا أسأقوم بإلغائه وبالطبع أذيع المسلسل ولا أدرى هل رضى أبناء بورسعيد أو أنهم رفضوه ولكنهم لم يستطيعوا فعل شىء لوقف إذاعة المسلسل الذى توالت حلقاته واحدة بعد الأخرى، واستقبله المستمعون بكل شغف وترقب، ولنجاح المسلسل قدمته الفنانة «فاتن فى فيلم سينمائى». وما أكثر حكايات الإذاعى القدير «فهمى عمر»!