«الشوق والحب» عند هانى شاكر فى مهرجان الموسيقى العربية

من بين الأغنيات التى قدمها أمير الغناء العربى هانى شاكر لجمهوره فى حفل مهرجان الموسيقى العربية فى الدورة 30 أغنية» الشوق والحب» التى شدت بها المطربة الكبيرة نجاة، وهى فى الحقيقة من الأغنيات المظلومة فى كتالوجها الغنائى رغم روعتها لأنها لا تذاع كثيرًا مثل باقى أغنياتها الجماهيرية، ربما لأن اسم الأغنية مختلف عن عناوين أغنيات المطربة الكبيرة وفى نفس الوقت يتسم اسمها بالطابع الخطابى .

أمير الغناء العربى يهدى بها رسالة حب للمطربة القديرة ويرد فى الوقت نفسه اعتبار الأغنية بصوته بإصرار منذ 5 سنوات فى مهرجان الموسيقى العربية. 

الأغنية التى كتبها المبدع حسين السيد ولحنها العملاق كمال الطويل ترسم حوارًا ناعمًا بين قلب وعقل نجاة حول هجر الحبيب وتسجل فيها موقفًا يعبر عن كبرياء المرأة الشرقية فى استحالة التراجع والاستسلام والعودة للحبيب من جديد وتستعين بقلبها كشاهد إثبات وتقول كلماتها:

 شوف يا قلبى اللى بكانى وهد كيانى جى دلوقتى. يقول سامحينى. شوف يا قلبى قسوة قلبه مرة رمانى وراجع تانى. عشان يرمينى. الشموع اللى طفتها يا قلبى شمعة شمعة مستحيل. مستحيل. تولع له تانى لا لا لا. الدموع اللى اشترتها بعمرى دمعة دمعة مستحيل. مستحيل. حايشوفها تانى لا لا لا. 

هانى شاكر بخبرة السنين قدم الأغنية بإحساس عال و باقتدار مع منوعات من كتالوجه الغنائى الشهير من ياريتك معايا وحبيبى وانت معايا وياريتنى وعلى الضحكاية و ولابيك ولا بيا ووعد منى وسألتك ولسه بتسألنى ونسيانك صعب أكيد إلى ليه ياقلبى لفايزة أحمد وقارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ وأضاف إليها «أصاحب مين» بناء على طلب معجبة عربية بفنه حضرت خصيصا للاستمتاع بوصلته الغنائية فى مهرجان الموسيقى العربية أصرت على تحيته وإهدائه باقة ورد تحمل أول حروف اسمه. 

روعة مهرجان الموسيقى العربية الذى اختتم دورته الـ 30 أمس أن قيمته ليس فقط أن تمرح فيه الأصوات التى تحافظ على مذاق الغناء وجماله والهوية الشرقية بأغنياتهم بل إنهم يقدمون أعمالا عظيمة لأصوات خالدة وأغنيات لا تموت.. يقدمونها تعظيم سلام للعمالقة الذين رحلوا والذين يعيشون بيننا، ويتقدم الصفوف فى هذا الإطار بامتياز: هانى شاكر ومدحت صالح وعلى الحجار وأحمد إبراهيم ونادية مصطفى ،والأجمل أن هؤلاء يقدمون أغنيات العظماء بإحساسهم الخاص الذى يضيف إلى اللحن عظمة على عظمته ..ومطلوب من إدارة المهرجان التمسك بلائحته التى وضعتها الراحلة د.رتيبة الحفنى وأن يقدم كل مطرب مشارك وصلته بما لايخلف شرع الغناء وبالعدل بين أحلى أغنياته وما يحسه أو يراه مناسبا لجيل العظماء وألا ينفرد فقط بأغنياته وأن يكون للكبار عليهم حق للأجيال الجديدة.

إن أجمل مافى محنة كورونا وإقامة الحفلات المفتوحة أنها لاتسمح بالاستماع من هو داخل القاعة بل الأماكن المحيطة به بل إن الهواء نفسه يستمع بالأغانى الجميلة .وحفلات الموسيقى العربية كنز الأوبرا المصرية لايقدر بمال ومطلوب إذاعتها على الهواء لكى يستمتع بها كل عشاق الغناء لمكافحة العابثين ومدعى الغناء الذين يطاردوننا أينما نذهب وعلى السادة المسئولين عن المهرجان التمسك بعقيدته فى ضرورة أن يقدم المشتركون فى دوراته مختارات من روائع الغناء الجميل لعمالقة الطرب وأن يطلقوا اسم مطرب أو موسيقار له بصماته على الدورة كتكريم بخلاف تكريم الراحلين . فمن حق مطربة بحجم نجاة إطلاق دورة باسمها بالإضافة إلى أصوات عملاقة مثل هانى شاكر ومدحت صالح وعلى الحجار ومحمد الحلو وأحمد إبراهيم ونادية مصطفى وهؤلاء يجاهدون فى سبيل بقاء الأغنية الشرقية للأجيال الجديدة ومن حقهم أن يطلق المهرجان اسمهم عليه تكريمًا لهم.