مداخل الشيطان للنفس البشرية فى «إغاثة اللهفان» لابن قيم الجوزية
احمد سميح
نعرض اليوم لأحد أهم الكتب الإسلامية والتى تتناول تهذيب النفس البشرية ومداخل الشيطان إليها والشُرك الذى ينصبه الشيطان لابن آدم ليقع فيه، يتناول الطرق التى يضل بها الإنسان وكيف يهرب منها من أراد العافية لنفسه وروحه فى الدنيا والآخرة وهو كتاب «إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان» للإمام ابن قيم الجوزية وتحدث فيه عن مصايد الشيطان وسبل الوقاية منها ورتبه على ثلاثة عشر باباً تطرق فيها للمواضيع التالية: الباب الأول من انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت، الباب الثانى: فى ذكر حقيقة مرض القلب، الباب الثالث: فى انقسام أدوية أمراض القلب إلى طبيعية وشرعية، الباب الرابع: فى أن حياة القلب وإشرافه مادة كل خير فيه، وموته وظلمته مادة كل شر وفتنة فيه، الباب الخامس: فى أن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بأن يكون مدركاً للحق مريداً له مؤثراً له على غيره، الباب السادس بين أنه لا سعادة للقلب، ولا لذة ولا نعيم ولإصلاح إلا بأن يكون إلهه وفاطره وحده هو معبوده وغاية مطلوبة، وأحب إليه مما سواه، الباب السابع: فى أن القرآن الكريم متضمن لأدوية القلب وعلاجه من جميع أمراضه، الباب الثامن: فى زكاة القلب، الباب التاسع: فى طهارة القلب وصحته، الباب العاشر: فى علامات مرض القلب وصحته، الباب الحادى عشر: فى علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه، الباب الثانى عشر: فى علاج مرض القلب بالشيطان، الباب الثالث عشر: فى مكايد الشيطان التى يكيد بها ابن آدم.
يقول ابن قيم رحمه الله فى مقدمة كتابه: «ولما منّ الله الكريم بلطفه بالإطلاع على ما أطلع عليه من أمراض القلوب وأدوائها، وما يعرض لها من وساوس الشياطين أعدائها، وما تستمر تلك الوساوس من الأعمال، وما يكتسب القلب بعدها من الأحوال، فإن العمل السيئ مصدره عن فساد قصد القلب، ثم يعرض للقلب من فساد العمل قسوة، فيزداد مرضاً على مرضه حتى يموت، ويبقى لا حياة فيه ولا نور له، وكلّ ذلك من انفعاله بوسوسة الشيطان، وركونه إلى عددّه الذى لا يصيب إلا من جاهره بالعصيان: أردت أن أقيّد ذلك فى هذا الكتاب، لأستذكره معترفاً فيه لله بالفضل والإحسان، ولينتفع به من نظر فيه، وسميته «إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان».
أما مؤلف الكتاب فهو محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد الزرعى الدمشقى، شمس الدين، أبو عبدالله، المعروف بابن قيم الجوزية، وهو من علماء الدين الإسلامى فى القرن الثامن الهجرى وصاحب المؤلفات العديدة، ولد من أبوين كرديين وعاش فى دمشق ودرس على يد ابن تيمية الدمشقى ولازمه قرابة 16 عاما وتأثر به، وأما عن سبب شهرته بــ«الجوزية» فلأن والده كان قيما على المدرسة «الجوزية» الحنبلية التى كانت تقع داخل مدينة دمشق السورية، وكان ابن القيم إمامها.