الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مبروك للعروسة «نيللى» ومبروك للعريس «سمير صبرى»

مبروك للعروسة «نيللى» ومبروك للعريس «سمير صبرى»

من أروع المشاهد فى افتتاح الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى لحظة دخول النجم القدير سمير صبرى المسرح الكبير بدار الأوبرا لتسليم النجمة نيللى جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر وظهور منى زكى لتولى مهمة تكريم زميلها كريم عبدالعزير وتسليمه جائزة سيدة الشاشة فاتن حمامة للتميز فى مشاهد تاريخية تؤكد تواصل الأجيال وعظمة قوة مصر الناعمة.



لحظات تسليم جائزة نيللى كانت فى الحقيقة أشبه بفيلم تسجيلى وثائقى قصير مدته 9 دقائق من المتعة والحضور والحس الفنى الراقى والإبداع بعيدا عن الافتعال وترسم فى الوقت نفسه ملامح جيل قدم عطاءً فنيا من الصعب نسيانه أو تجاهله فى تاريخ الفن المصرى.. نيللى اختزلت فرحتها بقولها «فرحانة أوى ومبسوطة جدا وسعيدة أوى وحصل لى الشرف ان اتكرم فى مهرجان القاهرة السينمائى».. وبعد هذه الكلمات البسيطة التى خرجت من القلب مرحت موهبة سمير صبرى وأدار حوارا فريدا من نوعه فى مثل هذه اللحظات لكنه على غرار أشهر منتجاته التليفزيونية كمذيع ومقدم برامج قدير..

سمير قال «أنا جيت رغم تعبى عشان ما قدرش ما كونش موجود فى ليلة فيها الحب كله» ثم فتح لقاء مفتوح مع نجمة الاستعراض كشفت فيه بوضوح مشكلة مزمنة يعانى منها كبار النجوم، وهى فقر النصوص المعروضة عليهم، وقالت إنها لم تعتزل الفن، ولكنها ترفض بعض الأعمال التى تقدم لها فى إشارة واضحة انها مازالت قادرة على العطاء واستمرار مشوار بدأته من الطفولة بمساندة شقيقتها الشهيرة بالطفلة المعجزة فيروز التى خلقت فيها حب الفن. ثم فتح سمير صبرى شريط تعاونهما معا فى نحو 14 فيلما سينمائيا مختتما فقرة التكريم بأغنية شهيرة شاركا فى تقديمها فى فيلم «أهلا يا كابتن» تقول مبروك للعروسة ومبروك للعريس بنفس الإحساس والإبداع.

نجم الاستعراض الأول والأخير وفنان مصر الشامل فى فقرة نجمة الاستعراض التاريخية لم ينس التنويه على أنه كان شاهدا على خروج مهرجان القاهرة السينمائى للنور مع مؤسسة كمال الملاخ فى بيت العندليب عبدالحليم حافظ الذى تبرع بأجر ثلاث حفلات لحساب المهرجان، وكان من المؤسسين له، وأنه صاحب أهم الإسهامات فى المهرجان الأكبر فى الشرق الأوسط عبر تاريخه والمؤكد أن الإشارة تحمل درسا لمشاهير هذا الجيل فى تبنى مشروعات فى اتجاه دعم الإبداع المصرى لمواصلة نفس العطاء.

سبق تقديم جائزة إنجاز العمر فقرة تكريم النجم كريم عبدالعزيز وباختيار موفق بتولى النجمة منى زكى مهمة تسليمه جائزة فاتن حمامة للتميز وكانت أشبه بفيلم روائى قصير، وتحدثت منى عن مقومات تميز كريم ونشأته فى عائلة فنية شهيرة بحكم أن والده هو المخرج الكبير محمد عبدالعزيز وعمه المخرج عمر عبدالعزيز، وكيف أنه بدأ مشوار التمثيل، بينما هو طفل فى فيلم «المشبوه» للنجم الكبير عادل إمام والنجمة سعاد حسنى ثم واصل الرحلة حتى وصل بفهم ووعى إلى الصفوف الأولى.. كريم من جانبه حرص أن يرد فضل نجوميته لأصحابه بدءا من والده ووالدته وزوجته، مشيرا أيضا إلى وقوفه لأول مرة فى مرحلة الشباب أمام منى زكى إيذانا ببدء رحلة إبداع جميلة شهدت العديد من أوجه التعاون الفنى المشترك. وأنه فى برواز صانع الجميل يضع الكاتب وحيد حامد والمخرج شريف عرفة فى إشارة أنه تربى على يد أساتذة كبار علموه قيمة الفن واحترامه <المفارقة أن النجوم المكرمة بدأت مشوار القمة من الطفولة إذا تأملنا مشوار نيللى وكريم من اجل المتعة وليس لمجرد الاسترزاق وأن الإبداع لا يأتى صدفة أو بضربة حظ.

***

درس سمير صبرى ونيللى رسالة للأجيال القادمة فى كيفية صناعة المتعة واحترام الكبار والتفانى فى تقديم أعمال تحمل قيمة للأجيال بعيدا عن التصنع والابتذال، كما أن فقرة منى زكى وكريم عبدالعزيز تكشف ان رسالة الكبار قد وصلت، وتقول إن نجوم الجيل الحالى «أد تحمل المسئولية» ولا عزاء للتدنى الذى يصنع «تريندات» استهلاكية رخيصة ولكنه لا يقدم قيمة أو رسالة تعيش.