الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مولد سيدى التريند

مولد سيدى التريند

«خد عندك» من الآن فصاعدا وحتى إشعار 2022 لا صوت يعلو فوق صوت «التريند» الذى هو المقياس الأبرز لكل ما هو أكثر  مشاهدة خلال العام فى الاستفتاءات الموسمية.



فنحن نعيش الآن ثقاقة الأكثر مشاهدة، وليس الأكثر ابداعا فى معظم استفتاءات 2021 والتريند لا يعلو صوت فوقه لكن لو طبقنا قاعدة «ليس كل ما يلمع ذهبا»، و«وليس كل تريند إبداعا.. سنكون أمام أعمال كبيرة حدثت وسط ظروف بالغة الصعوبة وحققت مشاهدات عظيمة ويجب الاحتفاء بها وتكريم كل من شارك فيها لما بها من دروس مجانية فى فهم التاريخ والجغرافيا وأيضا التربية الوطنية..

والقائمة تضم: حفل المومياوات الملكية فى أوائل أبريل الماضى وهو أبرز الأحداث العالمية على الإطلاق على كل المستويات وتضمن وقائع نقل 22 مومياء ملكية من المتحف القديم بميدان التحرير الى المتحف القومى للحضارة المصرية، وهو حدث أبهر الجميع وهو لو تعلمون عظيم. تناغمت فيه كل فنون الإبداع المصرى من موسيقى واصوات جميلة وعازفين مهرة وألحان راقية وديكور وملابس تاريخية. وبرزت فيه أسماء تستحق التكريم. ولأن الجمال المصرى ليس صدفة. تكرر نفس الإبداع فى أواخر العام فى حفل طريق الكباش بالاقصر فى اواخر نوفمبر الماضى وهو حفل اسطورى بكل المقاييس، وظل حديث العالم مثل حفل نقل المومياوات لأيام وأسابيع.

 الثانى على التوالي، يتواصل الحديث عن حفل افتتاح طريق الكباش، بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، ليتصدر تريندات السوشيال ميديا، بعدما نجحت مصر فى إبهار العالم من جديد، بعدما حققت الأمر نفسه قبل شهور قليلة، خلال موكب نقل المومياوات الملكية.

حفل افتتاح طريق الكباش، فى مجمله، خرج مبهرا، ويليق بالسمعة الطيبة التى حققتها مصر، بعدما أبهرت العالم فى حفل نقل المومياوات، وتضمن عددا من  اللقطات المعينة، الجميلة التى خطفت الأضواء وتحدث عنها كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعى على المستوى المصرى والعالمى، منها أغنية «الأقصر التى قُدمت ضمن أحداث فيلم «غرام فى الكرنك»، إحدى الأغانى التراثية، التى يحمل لها المصريون الكثير من العشق، أثارت تفاعلا كبيرا من متابعى الحفل، بعد عرضها بطريقة عصرية، إذ جاءت فى خلفيتها الأحصنة التى تجرها العربات، وبجوارها الراقصون والراقصات يتمايلون. ومن اللقطات التى أبهرت الكثيرين أيضا كان عرض «البحيرة المقدسة»، مثل تراقص الفتيات على سطح مياه النيل، ومن خلفهم القمر يظلهم بضوئه الخافت، وكأنه يحاكى طقسا مصريا قديما، حين كانت تجتمع الكهنة وقت اكتمال القمر، ويغتسلون بمياه البحيرة المقدسة، ويرددون الأناشيد والصلوات. كما كشف حفل نقل المومياوات الملكية، أن مصر حضارة تحتضن كل الأديان، وهو ما أظهرته الاحتفالية، من خلال الضوء الذى سلطه جزء من الحفل على ساحة مسجد أبو الحجاج الأقصري، الذى تتعانق فيها مئذنة المسجد مع إحدى الكنائس القديمة، ويضمهما جميعا معبد الأقصر المطل على طريق الكباش. موسيقى وترانيم حفل نقل المومياوات الملكية، كانت من أبرز ما جذب الأنظار، وخلال تلك الاحتفالية، استطاعت الترانيم والأناشيد، التى قدمها الموسيقار نادر عباسي، مع عدد من المطربين والمطربات، والتى قدمها المطرب عز الأسطول، التى شاركت بها نجلته شهد عز.

إن الحفلات المصرية فى ظروف صعبة تفاعل معها كل المصريين وتستحق أن تكون من اكثر الاحداث مشاهدة وإبداعا.

وما بين ابريل ونوفمبر تفاصيل تستحق التأمل خصوصا على مستوى الريادة الدرامية بعد النجاح الساحق لمسلسلات كثيرة لعل ابرزها مسلسل الاختيار 2 لكريم عبد العزيز الذى كرر نفس نجاح الجزء الاول لأمير كرارة وأهمية نجاحه أنه أعاد الريادة الدرامية لمصر.

هذه الأعمال تستحق اعتلاء الصدارة والاحتفاء، والتخلص من التريندات الاستهلاكية الرخصية مثل معجزة فيلم ريش، وتفاصيل فيلم اميرة ومغامرات محمد حفظى بين مهرجانى القاهرة والبحر الاحمر، ومحمد رمضان وقذف الدولارات فى البحر، ورمضان مع سياراته الفارهة، ورمضان وهو «خالع» ملابسه، وطلاق شيرين، وايضا وهى «تحلق» شعرها، أو مغامرات السيد شاكوش وبيكا.

نحن امام عام حافل بالتريندات الملهمة والحقيقية، وكفانا تريندات استهلاكية رخيصة وللحديث بقية.