السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مولد خناقات  أهل الفن!

مولد خناقات أهل الفن!

لا جديد تحت الشمس، سواء شمس الفن وأهله وحاله أو علاقاتهم الشخصية من زواج وطلاق وخناق ورفع قضايا.



حادث طلاق بين فنان وفنانة يتحول بقدرة قادر إلى قضية تناقشها البرامج التليفزيونية على مدى أيام، وكثيرا ما يستضيف أصحاب البرامج الفنان أو الفنانة للحديث عن طلاقهم! أما خناقات ومشاكل أهل الفن فقد باتت من الفقرات المهمة فى البرامج الفنية التليفزيونية، وأصبح الحديث والرغى فى خناقة أهل الفن وبعضهم أهم وأخطر مائة مرة من مناقشة قضايا السينما والغناء والمسرح!

تقوم الدنيا ولا تقعد فى البرامج بين الضيوف من نقاد وفنانين حول منع البعض من الغناء، ويهب الجميع دفاعًا عن حرية الإبداع والفن، ولا يناقش أحد القضية الأخطر والأهم وهى: مضمون هذا الغناء ومغزاه وما يحمله من إسفاف وتفاهة!!

وهناك عشرات الأمثلة من هذه النوعية من الخلافات الفنية والنقدية، وهى ليست حديثة وتتكرر فى كل وقت!

تكررت فى زمن الصحافة الورقية والقنوات التليفزيونية الأرضية قبل ظهور طوفان الفضائيات بطول وعرض العالم كله!

تذكرت ذلك كله وأنا أقرأ واحدا من أخطر وأمتع مقالات د.يوسف إدريس عن «مولد الكتابة فى مصر» نشره فى الأهرام يوم 24 يناير سنة 1983 وكأنه مكتوب الآن!!

المقال استغرق صفحة كاملة من الأهرام لكنى توقفت طويلًا أمام ما كتبه عن «مولد الفن» حيث يقول: «ومولد آخر - أخبار الفن والفنانات - يصل إلى درجة أن خبر مرض نجم فما بالك نجمة بالأنفلونزا حتى دون أن يكون لهذا المرض أى علاقة بتأجيل تصوير أو فتح الستار عن ليلة عرض أى تأِثير أو علاقة!

مولد تحشى فيه أدمغة الشبان والفتيات بترهات فارغة عن أتفه أخبار الفن وعن أتفه ما فى حياة الممثل أو الممثلة من أحداث ولا تجد فيه رأيًا موضوعيًا واحدًا يضع يد النجم الصاعد أو النجمة على مواطن الضعف، وإنما التعبيرات تتوالى كان فلان كعادته عملاقًا أما فلان فقد كان أكثر من عبقرى، بربكم هل هناك مرتبة للقدرة البشرية تسمى أكثر من عبقرى إلا مرتبة الألوهية؟

ويغوص خنجر حاد داخل ضلوعى وأنا فى الولايات المتحدة مضطر للبقاء بجوار ابنى فى المستشفى، وتأتينى الجرائد المصرية والمجلات التى صدرت خلال خمسة عشر يوما، يغوص خنجر وأخجل أنى كاتب وأن الصحف لبلادى وأقسم غير حانث أن كم الكتابة الذى وجدته يناقش الفرق بين فوازير «نيللى» وفوازير «سمير غانم» ومحاولات من كتبوها لتحليل ذلك الحدث الخطير كان يطفى تمامًا على اجتياح لبنان وانفعال الكاتبين بها!

صحفنا مليئة بدوشة المقارنة بين إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وأى المسلسلات «انقح» والقضية الكبرى هى هل الأفضل الفصل بين القنوات فى وقت البرامج المسلية، عقب الإفطار أم أن الإدماج كان الأحسن!!

ويكمل د.يوسف إدريس تشابهت عند كل الأقلام المشاكل وتشابهت أنواع الحلول، وتحولت معظم الأعمدة واليوميات إلى المسكينة «برامج التليفزيون» وكأنها «البردعة» يقفز فوقها كل من يكتب ليعتلى المنبر ويوهم نفسه والأخرين أنه فعلًا يكتب وأنه يقوم بدور، وأنه لو كان «جوارى بلاد قيود» - المسلسل الشهير - جيداً لانحلت مشاكل مصر. فعلا يا دكتور يوسف مولد كتابة لايزال مستمراً!!