
عصام عبد الجواد
عصر التنمية فى الصعيد
بعد أن ظل الصعيد مهملًا طوال سنوات القرن الماضى, كان طاردًا لأبنائه الذين لا يجدون فرصة عمل أو فرصة سكن، وظل الوصول إلى محافظات وسط وجنوب الصعيد قطعة من العذاب، فالطرق سيئة للغاية، ولا توجد وسيلة مواصلات مريحة, حتى جاءت ثورة يونيو المجيدة، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى البلاد، وأبدى اهتمامًا كبيرًا بمحافظات الصعيد وقرى الصعيد من خلال تنفيذ المشروعات القومية الكبرى فى الكثير من المجالات ،علاوة على إطلاق مبادرة حياة كريمة التى توسعت فى تحقيق هدفها من خلال رفع مستوى المعيشة لسكان الصعيد، وقد شهدنا ذلك بأعيننا فى الأسبوع الماضى، بعد قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بافتتاح عددٍ من المشروعات القومية التى تسهم فى تنمية الصعيد، والتى شملت عددًا من أهم القطاعات الاقتصادية والتنموية التى تهدف لإحداث طفرة تنموية كبيرة والارتقاء بحياة المواطنين.
وقد شهد الافتتاح تطوير شركة أسيوط لتكرير البترول، والتى تعد من أهم شركات البترول فى الصعيد، بعد أن تأسست عام 1984 وبدأت نشاطها الفعلى عام 1987 ويوفر معمل تكرير شركة أسيوط غالبية احتياجات محافظات وسط وجنوب الصعيد من المشتقات البترولية بنسبة تتراوح ما بين 65 و 70٪ وحققت شركة أسيوط لتكرير البترول خلال العام الماضى بفضل الدفعة المعنوية الكبيرة من أجهزة الدولة المصرية قفزة فى إجمالى إيرادات الشركة بنسبة وصلت بنهاية شهر يونيه الماضى بحوالى مليار و365 مليون جنيه. وقد شهد الافتتاح العديد من المستشفيات التى كان يفتقدها الصعيد طوال السنوات الماضية مثل مستشفى الكبد بالمنيا، ومستشفى سمالوط النموذجى، ومستشفى الأطفال التخصصى «العديسات» بالأقصر، ومستشفى إيزيس ،ومستشفى وكلية طب الأسنان بجامعة أسيوط بالإضافة إلى افتتاح عدد من الطرق والمحاور المهمة التى ظل عدم وجودها عائقًا أمام التنمية فى الصعيد مثل محور سمالوط الذى يربط الطريق الصحراوى الشرقى بالطريق الصحراوى الغربى مارًا على نهر النيل والطريق الزراعى وعدد آخر من الطرق التى ربطت محافظات ومدن وقرى الصعيد بعضها ببعض وسهلت الوصول إلى القاهرة ومحافظات الوجه البحرى بطريقة سهلة ويسيرة ما ساعد على خلق فرص عمل وتنمية شاملة فى هذه المحافظات التى أقبل عليها المستثمرون من كل مكان حتى أن الهجرة من هذه المحافظات إلى القاهرة ومحافظات الوجه البحرى تراجعت بشكل كبير، وقد ساعد فى ذلك أيضا مشروع حياة كريمة الذى حول القرى فى الصعيد من القرون الوسطى إلى قرى عصرية أعادت للمواطن كرامته وإنسانيته بعد أن ظل لسنوات بعيدة عن أعين الحكومة والمسئولين فى القاهرة.
صعيد مصر قد تغير تمامًا فى السنوات الأخيرة بعد أن شهد نهضة حقيقية فى جميع المجالات ساعدت على وقف حدة المرض والفقر وحوادث الثأر.
مصر الجديدة غيرت وجه الوطن ووجه الصعيد على وجه الخصوص بعد أن بدأ عصر التنمية يأتى بثماره فى كل مكان من أرض المحروسة.