
كتب
أ.د. رضا عوض
(أمنحتب الثالث).. (أمنوفيس الثالث).. فرعون مصر
الأربعاء 29 ديسمبر 2021
تحوتمس الرابع وتبعه أخناتون
وهو تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، تزوج فى السنة الثانية لحكمه من الملكة تِيْيِ ولم يكن لها أصول ملكية ولكن والديها كانا يشغلان مناصب راقية فى الدولة، أنجبت له أمنحتب الرابع خليفته، الذى آمن بالإله الواحد ومثله فى الشمس (آتون)، وأسمى نفسه إخناتون ومعناه «ألمخلص لآتون». وكان لأمنحتب الثالث العديد من الزوجات منها زيجات دبلوماسية من أميرات أجنبيات مثل الأميرة جلوخيبا بنت ملك متنى (فى العراق اليوم) وأميرة نهرين، والمعروف أنه أنجب ستة من الأبناء منهم ولدان هما تحتمس وهو الابن الأكبر ومات فى حياته وأمنحتب الرابع، وأربع بنات. ويحتمل ان يكون امنحتب الرابع (إخناتون) قد شارك والده فى العرش.
كان أمنحتب الثالث فى أوائل سنوات حكمه مهتما بالرياضة خاصة الصيد والقنص حيث كان صيادا عظيما حيث عثر له على جعرانا يسجل فيه انه اقتنص مائة ثور برى فى رحلة صيد ملكية استغرقت يومين وجعرانا آخرا أصدره فى السنة العاشرة ذكر فيه أنه منذ ارتقائه العرش قتل 102 من الأسود فى رحلات الصيد. وعن العمليات الحربية واجه أمنحتب الثالث بعض القلاقل فى السنة الخامسة من حكمه فى بلاد كوش (النوبة). وبعد أن انتصر عليهم وسع رقعة ملكه حتى وصل إلى الشلال الرابع، وقد دوّن تذكار لهذه الحملة بالقرب على صخور جزيرة كونوسو بالنوبة، كما وصفت حملته على بلاد النوبة على لوحة سمنة وهى الآن فى المتحف البريطانى.
بنى امنحوتب عده معابد فى طيبة.
كما ساهم فى معبد آمون المعبد الرئيسى فى الكرنك ببنائه الصرح الثالث للمعبد، ووجدت له آثار فى الدلتا وطرة وفى بنها ومنف والجيزة والكاب وأرمنت وأيضا فى سيناء.ولأمنحتب الثالث تمثالان جالسان يعرفان باسم تمثالى ممنون فى طيبة الغربية، منحوت كل منهما من قطعة واحدة من الحجر الرملى الأحمر ويبلغ ارتفاعه 15 مترا بدون القاعدة أقامهما المهندس أمنحتب بن حابو، وكانا يزينان واجهة معبده الجنائزى، الذى دُمر بالكامل وهما الآن قائمان بجانب الطريق المؤدى إلى المعابد الملكية ومقابر الملوك الموجودة بالجبانة. كما قام أمنحتب الثالث بإصدار العديد من الجعارين التذكارية نعرف منها خمسة جعارين أبقاها الزمن، أقدمها يؤكد لقب الملكة تيى باعتبارها الملكة الرئيسية.
توفى أمنحتب الثالث بعد أن حكم لمدة 38 عاما وهو فى سن الخمسين ربما بسبب مرض غير معلوم، واكتشفت المقبرة التى اعدها لنفسه فى عام 1799 وهى المقبرة رقم 22 بوادى الملوك واكتشفها جولوه ودفلييه وقد وجدت فارغة والجدران مهدمة بفعل الضغط والعوامل الجوية ولم تكن مومياؤه بداخلها حيث وجدت مومياؤه فى خبيئة بالقرب من الدير البحرى وتم أخفاؤها بواسطة الكهنة واكتشفت فى عام 1881.
واتسم معظم حكمه بالاستقرار والرخاء وازدهار العلوم وأصبحت مصر قبلة للمرضى من أنحاء العالم القديم لتلقى العلاج من أطبائها المشهورين، وهناك لوحة تبين الطبيب (نب آمون) الطبيب الخاص للملك امنحتب الثالث يعطى دواء لأمير مريض من منطقة الشام جلس على كرسى وخلفه زوجته وحاشيته حاملين الهدايا للطبيب نب امون، وتعتبر هذه اللوحه أول وثيقة للسياحة العلاجية فى التاريخ.
ويعد أمنحتب الثالث من أعظم حكام مصر على مر التاريخ.