
أ.د. رضا عوض
رمسيس الثانى (رمسيس الأكبر) ( ق.م.1213-1303)
هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشرة، وهو ابن سيتى الأول والملكة تويا. أشهر زوجاته كانت نفرتارى، وكان رمسيس الثانى فى السادسة عشرة من عمره حين تزوج من نفرتارى وكانت من أجل جميلات مدينة طيبة، وظلت هى الزوجة الرئيسية حتى بعد أن تزوج بغيرها، وكانت تلقب بالأميرة الوراثية وسيدة مصر العليا والسفلى وسيدة الأرضيين، وشيد لها رمسيس أجمل مقبرة بنيت لملكة من الملكات فهى تمثل إبداعات الفنان المصرى القديم. تزوج رمسيس الثانى – بعد نحو 8 سنوات من زواجه بنفرتارى وكان قد بلغ 24 عامًا تقريبًا تزوج من ثانى زوجاته وهى إست نفرت، ومن ضمن زوجاته الأخريات إيزيس نوفرت وماعت حور نفرو رع، والأميرة حاتّي. بلغ عدد أبنائه نحو 90 ابنة وابنا، ومات أكثر أبنائه الأوائل فى حياته، لهذا خلفه ابنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته إست نفرت على العرش، وكان قد اختاره وليًا للعهد.
حكم رمسيس الثانى مصر لمدة سبعة وستين سنة من 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م. وفقا لكل من المؤرخ مانيتون والسجلات التاريخية المعاصرة لمصر وكان قد صعد إلى سدة الحكم وهو فى أوائل العشرينيات من العمر وذلك فى عام 1279 ق.م، وتم التتويج فى منف 3
(البدرشين حاليا) عاصمة مصر السياسية والإدارية والتى تقع عند التقاء مصر العليا والسفلى، وتسلم من الآلهة العصا المعقوفة والسوط وهما رمزا الحكم ووضع التاج على رأسه والكوبرا الملكية على جبهته تحميه وتدمر أعداءه وبذلك أصبح رمسيس الثانى هو(حورس) الجديد والإله المجسد حاكم البلاد، وكان قد شارك والده فى الحكم وهو لم يزل فى سن العاشرة وأعلنه وليًا للعهد فى سن الثالثة عشرة، ثم توجه شريكًا له فى الملك بعد ذلك بسنوات قليلة.
كان لرمسيس عدة القاب، مثل (مرى رع) أى محبوب رع، (تيت رع) أى صورة رع، (أعو رع) أى وارث رع، (ستبن رع) أى مختار رع. وبعد انفراده بالحكم اختار لقب (وسر ماعت رع ستين رع) أى (رع قوى العدالة ومختار رع) ونبذ كل الصفات الأخرى.كذلك سجل رمسيس الثانى افتخاره بأنه وُلِدَ من الإله (آمون) نفسه الذى تقمص جسد (سيتى الأول) فأنجبه من الملكة (تويا) والدته.
ورث رمسيس الثانى عن أبيه دولة قوية ذات ثراء عريض، وكان شغوفًا بتخليد ذكراه وتمجيد نفسه، ولذلك تركزت الفترة الأولى من حكمه على بناء المدن والمعابد والمعالم الأثرية فبنى عددًا كبيرًا من المعابد والقصور والمسلات والتماثيل أكثر من أى حاكم آخر سبقه.وفى عهده تكونت لمصر عاصمة جديدة سميت باسمه (پي-رعمسيس) أى دار رمسيس فى دلتا النيل كعاصمته الجديدة والقاعدة الرئيسية لحملاته إلى سوريا. وقد بنيت هذه المدينة على أنقاض مدينة أواريس عاصمة الهكسوس وأصبحت واحدة من أهم العواصم فى الشرق الأدنى القديم. ووجه اهتمامه أيضا إلى توطيد حكمه فأمر بإنهاء كل الأعمال غير المُنجزة والتى قد بدأها والده كمعبد أبيدوس. فكر بعد ذلك فى استغلال مناجم الصحراء متبعًا فى ذلك سياسة والده. وأقام رمسيس أيضا التحفة الرائعة معبدى أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت فى الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى وهو جالسٌ، ويزيد ارتفاع كل تمثال على 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا فى الصخر لزوجته نفرتارى وتوجد فى واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منها لرمسيس الثانى و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالى 10 أمتار.
وتتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثانى فى معبد أبوسمبل مرتين فى السنة، يوم تتويجه، 22 فبراير، ويوم ميلاده (21 أكتوبر) حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس ـ لتضىء ثلاثة تماثيل من الأربعة الموجودة فى داخله. وأقام رمسيس الثانى العديد من المسلات منها مسلة لا تزال قائمة بمعبد الأقصر، ومسلة أخرى موجودة حاليا فى فرنسا بميدان الكونكورد بباريس قام بنقلها مهندس فرنسى يدعى ليباس. فى حوالى السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصرى والاطمئنان على الموانئ والمواصلات. عاد بعد ذلك خلال عامه الخامس فى الحكم إلى هناك معبأً جيوشه للصدام بالحيثيين وكان ذلك فى معركة قادش التاريخية الشهيرة. كلية طب الأزهر